الحكومة بانتظار التسوية الإقليمية |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- أكرم كمال سريوي
خطاب عالي السقف وشرط لا تراجع عنه وغير مقبول من الرئيس المكلف هو ملخص تأجيل تشكيل الحكومة حتى نضوج التسوية الإقليمية في الربيع المقبل على أقرب تعديل لقد نفذت الولايات المتحدة عقوباتها على إيران في الرابع من الشهر الحالي فبلغ الريال الإيراني عتبة 18 ألف مقابل الدولار، وانسحبت أكثر من مئة شركة وعجز الأوروبيون عن تنفيذ وعودهم لطهران، وحتى الدول التي حصلت على إعفاء من العقوبات لمدة 180 يوماً باتت تفكر بالبدائل عن النفط الإيراني الذي انخفضت نسبة تصديره الى أكثر من النصف. ومن الواضح ان الولايات المتحدة تريد ضبط الدور الإيراني والحد من نفوذه، ويعتقد بعض صقور الادارة الاميركية ان العقوبات ستفعل فعلها وسينجح الامر كما حدث مع كوريا الشمالية، اما إيران فتريد ان تكون شريكا في القرارات الكبرى في المنطقة وهي تمسك بأوراق عديدة من العراق الى سوريا واليمن ولبنان وفلسطين، ولم ينس الإيرانيون ان انقلاب 1953 على حكومة محمد مصدق أعده الاميركيون والإنكليز في السان جورج في بيروت، كما لم ينس الاميركيون ان الضربة الأشد إيلاماً لهم كانت بتفجير مقر المارينز في المدينة ذاتها.
وفيما أعلنت إيران انها ستلتف على العقوبات الاميركية بدأت جدياً بالبحث عن أسهل هذه الطرق والتي قد تُشكّل الموانئ العراقية نقطة الارتكاز فيها، اضافة الى لبنان الذي شكل في المرحلة السابقة المتنفس الأهم لسوريا في مواجهة العقوبات، ومما لا شك فيه ان الإمساك بالورقة اللبنانية بات مهما جداً خاصة بعد النجاح الذي حققه حلفاء إيران في الانتخابات الاخيرة والتسوية الرئاسية التي رعاها الأوروبيون ولم ترفضها السعودية والولايات المتحدة واطمأنت لها إيران.
لكن بعد الرابع من الشهر الحالي وتذبذب المواقف الأوروبية وضعفها في تقديم الحلول لطهران في مواجهة العقوبات بات من المفضل عدم التفريط بالورقة اللبنانية.
ويرى بعض المطلعين ان الوضع اللبناني الحالي وعدم وجود حكومة يسمح أكثر بالتفلت من العقوبات الاميركية أكان على إيران او " حزب الله " اللبناني وكذلك يعطي هامشاً أكبر للمناورة والمساومة في المرحلة المقبلة والتي بدأت طلائعها بتوزيع الحصص والمغانم بين اللاعبين الكبار من العراق الى اليمن وسوريا.
وبانتظار اتضاح الصورة الإقليمية يُخشى ان تُقدم الادارة الاميركية على تشديد اجراءاتها العقابية التي قد تطاول القطاع المصرفي اللبناني بشكل خاص والاقتصاد اللبناني بشكل عام، فتكون لقمة عيش اللبنانيين هي الثمن.
وبالرغم من الحرص الأوروبي على عدم سقوط لبنان والمسامحة الاميركية وبعض الأطراف الأخرى في ذلك، إِلَّا ان ممارسة بعض الأطراف اللبنانية لعبة الرقص على حافة الهاوية أصبحت خطرة وتُنذر بعواقب وخيمة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|