روسيا ومعاناة الطلاب اللبنانيين! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- أكرم كمال سريوي
جال منذ مدة قصيرة وفد من روسيا على بعض المناطق اللبنانية بهدف تشجيع الدراسة في الجامعات الروسية، وتعمل منذ عدة سنوات مكاتب غير رسمية في لبنان لتعليم الطلاب في روسيا وغيرها من الدول، وتتقاضى هذه المكاتب مبالغ مالية مقابل خدماتها بحيث تحولت هذه العملية الى تجارة رابحة بعناء بسيط، مما يجعل الطلاب ضحية إهمال الدولة وغياب رقابتها وابتزاز اصحاب المكاتب وفساد بعض إدارات الجامعات الروسية التي تتقاضى الرشى.
وعلى سبيل المثال فالطالب يلزم بدفع خمسمئة دولار لقاء استقباله في المطار ونقله الى الجامعة، وبين سبعمئة الى ألف دولار لاجتيازه امتحان الدخول في الجامعة كي يصبح الامتحان شكلياً فقط، وبالرغم من كل ذلك يلجأ الطلاب اللبنانيون الى هذه المكاتب بسبب انعدام الخيارات الأخرى لديهم وارتفاع كلفة التعليم في لبنان التي تبلغ ثلاثة الى أربعة أضعاف التكلفة في الخارج.
فبينما تبحث روسيا عن استقدام الطلاب الأجانب اليها تعجز الدولة اللبنانية عن تعليم أبنائها، فكلية الطب في الجامعة اللبنانية لا تستقبل سوى عدد قليل جداً سنوياً، وهي تضع جملة عراقيل امام الراغبين في الدخول اليها ومصرف لبنان أوقف دعم قروض الطلاب.
فإذا أراد الطالب ان يصبح طبيباً في لبنان عليه ان يكون من طبقة الأغنياء او يلجأ الى تجار التعليم ويغادر البلد، أفلا يستحق هذا الموضوع التفاتة المسؤولين في لبنان؟ ولماذا لا تُقدم وزارة التربية على معالجة هذه المشاكل عبر اتفاقات رسمية مع روسيا وغيرها؟ ولماذا تم وقف قروض الطلاب دون ان نسمع كلمة من المسؤولين عنها؟ وهل قروض الإسكان أكثر أهمية لأن تجار العقارات يلحون عليها؟ لماذا تحاول الجامعة اللبنانية منع تعليم مهنة الطب؟ وما هي أسباب ونتائج هذا السلوك؟
هذه أسئلة برسم وزارة التربية والمسؤليين اللبنانيين، وكلنا يعلم ان شباب لبنان هم الثروة الحقيقية وتشجيع التعليم هو المستقبل الواعد، فالثروة الفكرية تفوق أهميتها باقي الثروات المادية من نفط ومعادن وغير ذلك، وحتى الاقتصاد العالمي تغير ولم تعد تلك الثروات هي مصدر الغنى الأساس بل أصبح العلم هو الثروة الأهم التي تبني وتنقذ الأوطان.
لبنان يحتاج الى اصلاح تربوي شامل، بدءاً من المناهج الى دعم الطلاب وتحفيزهم على الدراسة ووقف عمليات السمسرة والمتاجرة بهم فهل من يسمع؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|