أسباب الأزمة الأوكرانية.. وسيناريوهات الغزو الروسي |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد بوتين يراوغ العالم بشبح الحرب اعداد محمد ثروت
لا تزال الشكوك تحيط بتطورات الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، على الرغم من إعلان الكرملين الأربعاء، سحب بعض القوات المتمركزة في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014، وتأكيد بيلاروسيا أنه لن يبقى أي جندي روسي في البلاد بعد نهاية التدريبات العسكرية المشتركة بينهما.
ويحبس العالم حالياً أنفاسه، انتظاراً لما سيقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع استمرار القلق الغربي إزاء الحشود التي لا تزال متواجدة على الحدود مع أوكرانيا، ومطالبة مسؤولين غربيين بإجراءات ملموسة على الأرض؛ لتأكيد التصريحات الصادرة عن روسيا بأنها لا تنوي الغزو.
ويبقى أن الحرب في حالة اندلاعها ستكون مدمرة بالنسبة لأوكرانيا، ولها عواقب لا يمكن قياسها على باقي أوروبا والغرب، ما يضع العالم على حافة الهاوية.
ومن أجل فهم أفضل لجذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، نقدّم في هذا التقرير بعض العوامل التي تسببت في الموقف الحالي القابل للانفجار.
انهيار الاتحاد السوفييتي والترسانة النووية عندما انهار الاتحاد السوفييتي مطلع التسعينات، كانت أوكرانيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، تملك ثالث أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم.
وعملت الولايات المتحدة وروسيا على نزع الأسلحة النووية الأوكرانية، وتخلّت كييف عن مئات الروؤس النووية إلى روسيا، مقابل ضمانات أمنية لحمايتها من هجوم روسي محتمل.
كانت هذه الضمانات على المحك في 2014، عندما قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ودعمت حركة التمرد التي يقودها الانفصاليون في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، وأدى هذا الصراع إلى مقتل 14 ألف شخص حتى الآن.
وفي هذ الوقت كان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما متردداً في تصعيد التوترات مع روسيا، وتباطأ في اتخاذ إجراءات دبلوماسية بالتنسيق مع أوروبا، ولم يتم تقديم أسلحة هجومية لأوكرانيا بشكل فوري.
وفي سياق متصل، فإن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، الناتو، والذي وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه لن يحدث في المستقبل القريب، يمثل خطاً أحمر بالنسبة للرئيس الروسي بوتين.
ويرجع ذلك إلى أنه وفقاً للفصل الخامس من اتفاقية الناتو، فإن أي هجوم يتعرض له عضو في الحلف يعتبر هجوماً على الحلف بأكمله، ما يعني أن أي هجوم عسكري روسي على أوكرانيا يعني وضع موسكو في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، والدول الـ27 الأعضاء في الحلف.
اختبارات بوتين ونقاط الضعف الأمريكية والأوروبية
حاول بوتين اختبار الولايات المتحدة والغرب في الأزمة الأوكرانية مراراً، الأولى في ربيع 2021، عندما حشد بعض القوات والعتاد العسكري على الحدود، وأدى ذلك إلى انتباه الولايات المتحدة، والتي سعت لإجراء مباحثات بين بوتين وبايدن، وبعد ذلك بأيام سحبت روسيا قواتها.
وفي نفس الوقت، فإن نظرة بوتين إلى الولايات المتحدة تغيرت كثيراً، وخاصة بعد الانسحاب العسكري الفوضوي الأمريكي من أفغانستان، والاضطرابات التي تعانيها أمريكا على الصعيد الداخلي، في أعقاب الاستقطاب الذي شهدته بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهو ما تراه موسكو على أنها مؤشرات للضعف الأمريكي.
ويرى بوتين الغرب في حالة انقسام شديد بشأن دور الولايات المتحدة في العالم، ولا يزال بايدن يحاول إعادة توحيد التحالف عبر الأطلسي، بعد حالة انعدام الثقة التي تراكمت خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأدت بعض أخطاء بايدن الدبلوماسية إلى نفور الشركاء الأوروبيين، وتحديداً الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، واتفاق الغواصة النووية الذي طرحه بايدن مع بريطانيا وأستراليا، وكان مفاجأة بالنسبة لفرنسا.
سيناريوهات الغزو الروسي
وعلى الرغم من هدوء طبول الحرب نسبياً خلال الساعات الأخيرة، فإن هناك مخاوف من خدعة روسية، مع استمرار التكهنات المحيطة بوقوع هجوم روسي في أي وقت.
وهناك الكثير من السيناريوهات المحتملة للغزو الروسي، بما في ذلك إرسال المزيد من القوات إلى المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا، والاستيلاء على المناطق الاستراتيجية وحظر وصول أوكرانيا إلى الممرات المائية، وحتى الوصول إلى مرحلة الحرب الشاملة، مع زحف موسكو إلى كييف في محاولة لاستعادة الدولة بأكملها، وكلما اتسع نطاق الحرب، أصبحت الأمور أكثر كارثية.
وفي نفس الوقت، فإن خبراء يشككون في نوايا بوتين، كون القادة الروس يعدون بارعين للغاية في الخداع من خلال عبر عمليات انسحاب وانتشار عسكري معقد.
وقال روسلان ليفييف، من فريق استخبارات الصراع، الذي يراقب الأنشطة العسكرية الروسية، قوله: «العام الماضي، وعندما قام الروس بسحب القوات، فإنهم قاموا بترك جيشين خلفهم، هناك قوات عادت بالفعل إلى قواعدها، ولكن ظلت قوات أخرى على الحدود، وبالتالي، فإن هناك خياراً لقلب الطاولة مجدداً، والعودة للهجوم مرة أخرى».
ا
|
|
|
|
|
|
|
|
|