إرسلان: يد الغدر التي امتدت على الشويفات امتدت على الجاهلية
#الثائر
أحيت عائلة أبو ذياب ومفوضية الجاهلية في "حزب التوحيد العربي"، ذكرى مرور أربعين يوما على مقتل محمد أبو ذياب ، مرافق رئيس الحزب الوزير السابق وئام وهاب ، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال طارق الخطيب، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري الدكتور محمد داغر، المرجع الروحي في طائفة المسلمين الموحدين الدروز أبو علي سليمان أبوذياب، نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي ممثلا الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله على رأس وفد ضم الدكتور علي ضاهر والدكتور عبد الرزاق اسماعيل ممثلا السفير السوري علي عبد الكريم علي، رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال إرسلان على رأس وفد من كتلة "ضمانة الجبل" والمكتب السياسي للحزب، عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ماريو عون، ممثل النائب فريد البستاني حبيب البستاني، منسق تكتل الأحزاب الإسلامية والوطنية ومنسق تكتل جمعيات المقاومة الشيخ غازي حنينة، رئيس "التيار الأسعدي" معن الأسعد، رئيس "حزب التيار العربي" شاكر البرجاوي، رئيس حزب "الواعدون" الدكتور عباس مزهر، رئيس تيار "حماة الديار" رالف شمالي، اللواء علي الحاج، الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الإشتراكي الدكتور نبيل قانصو، ممثل رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا المحامي فرج الله فواز، ممثل المدير العام الجمارك بدري ضاهر الملازم أول أحمد حمدان، ممثل المرجع الروحي الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ الشيخ أبو حسين مصطفى الصايغ وشخصيات وحشود شعبية من مناطق الشوف وعاليه وراشيا وحاصبيا.
وهاب
وألقى وهاب كلمة جاء فيها: "في دارة الشيخ الجليل انتظرناك، ولاح طيفك ملوحا من البعيد، فما عودتنا إلا على استقبال زائريك ومحبيك، مرحبا ومبتسما، وكيف إذا القادم من أحببت ونحب، سليل التنوخيين والأمراء المشرقيين.
في دارتك أدركت أن سفرك طويل، وإقامتك بيننا باتت ذكرى للرجال الذين يحفرون في المجتمع رصيدهم المعطاء في البذل والسخاء، ولكننا لمحناك في عيون عائلتك وفوق جبين ولدك تاجا مرصعا بباقات العز والشرف والكرامة والوفاء، ولونك الأرجواني، اللون الذي رسم بوابة الجبل بشريان دمه وقبضة يده، اللون الذي أشعل في الفجر الآتي شمسا لن تغيب، والذي فتح مسيرة النضال في وجه كل الحاقدين والمتآمرين.
هو لونك الذي سيحمي هذه الحديقة، هو مطر كانون، وربيع آذار، وصيف تموز، وخريف العمر، ورحلة الحياة..لونك الذي ستنظر الناس إليه، كعلامة فارقة، لشعار لن ينكسر، ولن يبقى أحدا الا وسوف يراك كلما حضر لتقديم واجب في الأفراح والأتراح.
إنه الأرجواني يا أبا طلال: من يرتديه قلة من الرجال، وأنت منهم رجلا كأبيك الأمين الذي لاعب الدهر وهزمه، ولم تنثني له عزيمة، فصارع سرطان السياسة المتفشي في المجتمع حتى صرعه سرطان الجسد أنت الذي سقط واقفا أمام الغزوة البربرية، واتخاذ القرارات الحاقدة، على يد أشباه الرجال، الذين قامتهم طويلة وكرامتهم قصيرة.
أنت الآن، صاحب الدارين في الدنيا والآخرة، لأنك دخلت السماء، بعد أن شرفت نفسك على الأرض.
أنت حبة الحنطة التي وقفت في الأرض ونامت، لكنها ستنبعث غلالا وفيرا وسنابل للعشق والوجود. إن إقامتك الدائمة ستبقى هنا، حيث ترى عيناك كل قادم، وكل زائر، فعندها يطمئن قلبك، لأنك بقيت في المكان الذي أمضيت عمرك في سبيل أن يبقى مصانا، حرا، شامخا وكريما. نعم، لن تغادر البلدة التي أحببت وكنت لها أمينا، ولناسها محبا، ولترابها وشجرها، ومائها وشجرها، عاشقا ووفيا.
في ذكرى الأربعين، نأتي إليك، لنضع حجر الأساس لحديقتك التي سينمو فيها براعمنا وأطفالنا وأهلنا جميعا، ولنؤكد عهدنا في المضي لتحقيق ما تعاهدنا عليه:
أولا: في موضوع الجبل: نحن من الجبل وللجبل، هنا أرض أجدادنا، وتاريخ توحيدنا، ودماء شهدائنا، وعرين أبطالنا، وساحات جرحانا. هنا، إقامة الكبار من قومنا، رجال دين وسياسيين ومفكرين، ومبدعين، وعمال وفلاحين، هنا أمهاتنا وكراماتنا وأرضنا وعرضنا، هنا ولدنا وهنا سندفن تحت التراب، وهنا سنبذل كل ما في وسعنا لبناء مجتمعنا، وتقديم كل ما يلزم له من احتياجات، والدفاع عنه في وجه كل دخيل، فالجبل كان وسيبقى مقبرة للغزاة والطامعين.
هو الجبل يا سادة، لجميع أبنائه، لأي جهة انتموا ولأي طائفة انتسبوا، وليكن اختلافنا من أجل إعماره، وبناء مؤسساته ومصانعه ومستشفياته، وتأمين فرص العمل لأهله.
هو يطلب منا أن نعطيه ما أعطانا من عزة وكرامة، كفى تفرقة وتمزيقا، كفى إتهامات، وارتهانات لمشاريع تستهدفنا جميعا، ولنعمل سويا، لتبقى السياسة كما أردناها، سلما تمتطيه الناس للعبور نحو الحرية والرفاهية والاطمئنان.
إن نحيب أم من أمهاتنا، وبكاء طفل من أطفالنا، وآلام مريض من مرضانا، ووجع أب من آبائنا، تساوي بالنسبة لنا كل السياسات والأحزاب والمراكز والمسؤوليات.كفى عبثا، كفى مغامرة، فأهل التوحيد، دين محبة وغفران وتسامح، دين الإنسان المؤمن الملتزم، دين صدق اللسان، وحفظ الإخوان، فتعالوا جميعا لنحفظه، ونمشي مع أهلنا في رحاب الكرامة والعودة للتقاليد والقيم التي تربينا عليها. وليبقى التنوع بيننا عاملا صحيا، نبني عليه كل من موقعه من أجل عزتنا وكرامتنا جميعا.
ثانيا: في الموضوع اللبناني:
نحن مع قيام الدولة التي انتظرناها، ولكن المشكلة عندما أتت رأيناها في يد ميليشيات المال والسلاح، وبدل أن تكون للناس، أرادوا تحويلها دولة ضد الناس، وبهذا المعنى، هذه الدولة هي التي هزمت في الجاهلية بدماء محمد وسواعد الأبطال.
أما الدولة العادلة التي آمن بها رئيسنا العماد ميشال عون، فهي الدولة المطلوبة، ولكن حتى تكون دولة يجب أن نحاسب قاضيا بلا ضمير ولا وجدان ويسخر القضاء للسياسة، ورجل أمن متهور مجنون يعتقد أن جهازه ملك والده وزعيمه، فيورطه ويهزمه في معارك لا علاقة له بها.
وهنا أقول صراحة، دماء محمد ليست للتجارة، لا من القريب ولا من البعيد، هذه الدماء ستلاحق سافكيها حتى القبور، وإذا كنا قد تحاشينا الفتنة والحرب الأهلية التي أرادها البعض خلال غزوة الجاهلية، فقط لأننا أقوياء ونعرف كيف نحمي حقنا ودمنا وكرامتنا.
وأنت يا أبا الأخطل أقول لك: نعم أيها المجرم الجبان، الجاهلية عصية عليك وعلى أمثالك من أصحاب الغدر.
الجاهلية أكبر منك ومن أمثالك، والجاهلية لولا تدخلي وتدخل حلفائنا ما كان ليخرج منها أحد لأن فيها من الكرامة والشرف والعنفوان ما لا تدركه أنت ومعلمك.
ويبقى رهاننا على الدولة في جيشها المفدى قيادة وضباطا ورتباء وعناصر، وفي أجهزة أمنية يعاد النظر في بعضها عند تشكيل الحكومة لأنه لا يجوز أن نسلم جهازا لرجل نصف مجنون.
يا أبا الأخطل، نحن أيها الغبي في جبل سلمان وحمزة وأبا ذر والمقداد وعمار، فهل تتصور، أيا نصف رجل أننا نخاف منك ومن أمثالك؟
أيها الغبي، نحن سلمان الفارسي، نحن السيف الذي لا ينكسر، وأنت موظف صغير صغير عند موظف أصغر منك.
هذه الجاهلية، إنحني على بابها أيها الغبي وادخلها زائرا لتمنحك الحب والكرم والترحاب، أما إذا دخلتها غازيا فلا بد أن تهرب منها أسرع مما دخلت.
ثالثا: في الموضوع الإقليمي:
وباختصار، كنا وسنبقى مع سوريا قناعة وإيمانا، والتزاما بالمبادئ التي تربينا عليها، سوريا قبلتنا الثالثة.
فلولا صمود سوريا التاريخي على مدى العقود الماضية، أين كنا نحن اليوم؟
- أثناء الحرب العالمية وأثناء المجاعة زودتنا بالقمح
- في زمن الثورات، قدمت لنا المال والسلاح
يوم اجتاحت "إسرائيل" لبنان، رحل العديد منا إليها وأقام فيها.
سوريا ستبقى قبلتنا الثالثة.
ونسأل المعادين لها والمشككين في دورها، أين كانت وجهة سيرهم في تلك السنين؟
بل كيف بنوا مجدهم وسلطتهم ونفوذهم ومواقعهم السلطوية؟
ورغم ذلك، سوريا عرين الأسود، فهي من تصنع التاريخ والرجال والقامات، وها هي وفود العرب والأجانب تأتي إليها طالبة المغفرة عما ارتكبت أيديها من موبقات وقتل وتدمير.
سنبقى الى جانب سوريا، جيشا وشعبا ودولة، والى جانب رئيسها الدكتور بشار الأسد، الذي صان الحق القومي، وجعل من فلسطين واجهة الصراع مع التنين والمستعمرين.
وإن كان الختام لا بد منه، فختام كلمتي مسكها لعطوفة الأمير طلال مجيد إرسلان،
أيها الأمير، والصديق والأخ الكبير، نحن جميعا من عائلة واحدة وبيت واحد، هذا هو إيماننا وديننا، والعائلة تتفرق أحيانا، لأسباب قاهرة لكنها تعود.
إن الكبار في أصالتهم يقفون دائما مواقف الرجال.
وأنت من بيت وسلالة تاريخية عريقة، معدنك من صلابة الأرض والشطآان، وأخلاقك من أجداد ميامين، ومحبتك من بحر جاورك ولازمك على مر السنين، نحن معك في نفس الموقع، وكل الدروز الموحدين يتطلعون إلينا لنكون على حجمهم في الجوهر والمضمون، وكل الوطن والأمة يتطلعون إلينا كجماعة ليست بعديدها بل بموقعها وقدرتها وتاريخها في دحر كل الحملات والمستعمرين لحقنا في الحياة والوجود.
وعلى هذا فالموحدون ملح الأرض على مدى انتشارهم في العالم، وما علينا سوى العمل من أجل سعادتهم وبقائهم في مدارج العز والإباء في الدنيا وعلى طريق الآخرة...
سنبني معا ما يحقق طموحاتهم الى جانب مشايخنا الأجلاء، وأهلنا الأوفياء، وشبابنا الأعزاء، ولن نسمح بعودة الساعة للوراء.
ومن أمامك وأمام هذا الحفل الكريم، أعلن أن أيدينا ممدودة للجميع من كل القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية لما فيه خدمة جبلنا ووطننا الحبيب لبنان.
أهلا بعطوفتك في بلدتك وشوفك وجبلك.
ويا أبا طلال، ذلك الأرجواني إنتصر على السيف، ودمك هو المدماك الأساس لعودة التلاقي والدخول في زمن الإنتصار. رحمك الله والشكر لكم جميعا".
أرسلان
من جهته، قال أرسلان: "يد الغدر التي امتدت على الشويفات، امتدت على الجاهلية، وتجارة الدم نفسها حصلت، سيناريو واحد، استهداف واحد، تزوير واحد، تواطؤ واحد، استئثار وتسلط وهيمنة، استخدام القضاء والقوى الأمينة وبعض الرئاسات، واستخدام الدولة ومزاريبها وفسادها وسرقتها ونهبها واحد، الدخول إلى العائلات وخلاف الأب مع ابنه والأخ مع أخيه، تزوير الحقائق واحد، الاتهام السياسي واحد، المشهد نفسه".
أضاف: "أبو ذياب شهيدنا، علاء أبو فرج شهيدنا، وكل موحد سقط في هذا الجبل بتاريخنا الذي عمره 1200 سنة، على هذه الثغور، لأي حزب انتمى، هو شهيدنا. لم نقبل التجارة بالدم ولا بالعائلات ولا بالبيوت والقرى والمدن".
وتابع: "يحكى اليوم أن هناك هجمة على الجبل، ورياحها شرقية، وأنا أقول الذي يفكر أنه بالشتائم سيرفع سعره في سوريا، أقول له: الذين كانوا يقومون بعملية الشراء ذهبوا، والآن لا يوجد بضاعة ليتم شراؤها".
وأردف: "بشار الأسد انتصر، حسن نصرالله انتصر، وبهذا الانتصار، بنو معروف انتصروا"، مستطردا: "أستغرب عندما يتم القول، إن هناك مؤامرة لتطويق الجبل برياح شرقية".
وإذ سأل: "مجزرة قلب لوزة ألم تكن تآمرا على الدروز؟ أسرى السويداء أليس تآمرا من الإرهاب التكفيري على الدروز والجبل؟ الهجوم على جبل الشيخ وتطويق حضر ومشايخنا ونسائنا وأولادنا وأطفالنا يقاتلون بجبل الشيخ، ألم يكن تآمرا على الجبل؟ مشايخنا الذين تعرضوا للقمع بساحات مجدل شمس من اليهود وقوى الصهاينة ألم يكن تآمرا على الدروز وعلى الجبل؟ الاستئثار والهيمنة والتسلط أليسوا تآمرا على الحبل؟ ضياع الحقوق أو بيعها وتجارة الدم بعلاء أبو فرج ومحمد أبو ذياب أليس تآمرا على الجبل؟ غزو الجاهلية أليس تآمرا على الجبل؟ إتهام الأبرياء في الشويفات أليس تآمرا؟ ضرب هيبة مشيخة العقل أليس تآمرا على الجبل؟"، أكد أن "التسليم بالأمر الواقع ليس واردا لا في حسابتنا ولا توجهاتنا ولا وطنيتنا".
وجدد القول: "علاء أبو فرج شهيدنا، وكذلك محمد أبو ذياب، ولا نقبل بتجارة الدم ولا بالعائلات، وأحمل مدعي عام التمييز سمير حمود مسؤولية كل قطرة دم سقطت منهما. أعلم كيف قتل علاء أبو فرج، وأتحدى سمير حمود أن يستدعيني كشاهد، وإذا لم يتحرك القضاء بعد كلامي اليوم، فيكون متواطئا على الحقيقة".
أضاف: "إما أن تشمل الخطوط الحمر جميع الموحدين، وإلا فجميعها سقطت، ولا أحد أكبر من الدروز، وصحيح أن يدنا ممدودة، شرط أن يعي كل شخص ما يفعله، والتسليم بالأمر الواقع الحاصل غير وارد في حساباتنا".
وختم "أعيدوا الصلاحيات لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي نحييه من قلب الجبل، ومن ثم حاسبوه إذا لم يستخدمها، ولا تلقوا عليه حملكم الثقيل في الفساد منذ 25 عاما".
ثم توجه الجميع لوضع حجر الأساس للحديقة، التي ستسمى باسم الشهيد أبو ذياب في الجاهلية.