من يدعم ويموِّل "الصحافة الصفراء"؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
مفارقة غريبة أن تضطر وسائل إعلامية عريقة للإقفال وتسريح موظفيها، فيما "الصحافة الصفراء" مستمرة بقوة، لا بل وتحقق أرباحا في وقت ليس ثمة يسأل عن مصادر التمويل، علما أن "دود الخل منو وفيه"، ومن يدعم يشرع الخطأ، ومن يحاول كسب ود "الأصفر" من وسائل إعلامية يساهم في تعميم الفوضى وتبني معايير لا تمت بصلة إلى فضاء الإعلام المسؤول، وهذا حالنا في لبنان، من يشتم و"يفبرك" أخبارا تتقصد شخصية سياسية أو عامة يلقى دعما غير محدود، ثمن الصمت أولا وتلميع الصورة ثانيا، ومثل هذا الواقع بات يستدعي حدا أدنى من تدابير وإجراءات لمحاصرة الإعلام الأصفر وتعريته، وتاليا تحويل الدعم لإعلام متوازن بحد أدنى، ولا نقول إعلاما موضوعيا، خصوصا وأن ليس ثمة موضوعية مطلقة وفقا للفيلسوف الفرنسي الراحل جان بول سارتر.
ما نحن عليه اليوم يقارب الفضيحة، خصوصا وأن الإعلام شأنه شأن أي قطاع، يحتمل الغث والسمين، وهذا يعني أن قطاع الإعلام ليس في منأى عن الفساد، لا بل إن ثمة فاسدين يساهمون برفده بمقومات الإستمرار وتحقيق أرباح في ظروف اقتصادية مأزومة، وهذا وحده كفيل بإبراز الجانب المتواري من فضائح ترتكب باسم الإعلام، خصوصا وأن ما يصح في حالنا اليوم يمكن اختزاله بمقول واضحة، عندما يستشري الفساد السياسي يصبح بعض الإعلام جزءا من الفساد عينه.
ومن ثم أليس من واجب الدولة أن تسأل وتحقق في مَا تؤمن وسائل إعلامية من مداخيل؟ وتاليا، أليس من واجبها الوقوف على معاناة قطاع الإعلام الرافض لدخول بازار البيع والشراء؟ ومن ثم ألا يعزز الواقع القائم انتشار "الذباب الإلكتروني" على غرار ما نشهد على مستوى بعض الدول العربية التي تمول "جيوشا" من العملاء لتشويه الحقائق؟
لا يمكن أن يتحقق الإصلاح وسط "إعلام أصفر" متفلت من قيم ومناقب المهنة، وما يسترعي الاهتمام أن ثمة وسائل إعلام قررت التوقف لأنها لم تكن على استعداد أن تحيد قيد أنملة عن هذه المناقب، فيما ثمة إعلام يبيع القيم والمبادئ للشيطان، ونراه يدافع عن مصالح من استباحوا الدولة، ومن دمروا البيئة ونهبوا المال العام، وينظِّر في عفة غير موجودة، ويبيع الوهم على حساب الحقيقة.
لا يمكن أن يتطور الإعلام في لبنان وسط هذه الفوضى، ما يطرح بالضرورة سؤالا لا بد من الإجابة عنه يوما: من يدعم ويموِّل الصحافة الصفراء؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|