"غرينلاند" وسذاجة ترامب! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
يتوقع العالم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما لا يخطر في بال، ويوم أعلن أن الجولان أرض إسرائيلية وأن القدس عاصمة أزلية لإسرائيل كان يهوِّم محكوما بأفكار طوباوية غير منفصلة عن عقدة أي رئيس أميركي راحل وسابق، لكن لم يسبقه أي رئيس إلى حد رفض العلم واعتبار تغير المناخ كذبة، ناقضا دراسات علمية مدعمة بأرقام ووثائق وبينات، ولم يصل الأمر بأي رئيس أميركي حد الهوس في تعظيم الذات، ربما سبقه إلى ذلك جورج بوش (الإبن) ولكن ليس إلى هذا الحد الفاضح.
في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، تم إنتاج فيلم سينمائي بطولة الممثل الراحل بيتر سيلرز، بطل سلسلة أفلام بينك بانتر "النمر الوردي"، بعنوان Being There وجسد سيلرز دور رجل ساذج اسمه "تشانس" ظل طوال حياته منعزلا عن العالم الخارجي، ولم يكن لديه من اهتمامات سوى الاعتناء بحديقة المنزل، فضلا عن مشاهدة التلفاز إلى درجة الهوس، باعتباره النافذة الوحيدة التي يطل منها على العالم، وتشاء الصدف في سياق أحداث الفيلم أن يُسأل "تشانس" أي سيلرز من قبل الرئيس الأميركي عن واقع الاقتصاد وهو لا يفقه شيئا في أي أمور أبعد من الحديقة ومشاهدة التلفاز، فيجيب في موضوع آخر كعامل في حديقة "هناك فصلان رئيسيان، الشتاء والربيع. لنثر البذور في الشتاء حتى تطلع الأزهار في الربيع"، فظن الرئيس أن ما قال "تشانس" يمثل نظرية اقتصادية، فاستشهد بمقولة البستاني في خطابه إلى الأمة، وتحدث إلى الكونغرس عن رأي "تشانس" من انه لا بد لكل حديقة من بستاني!
هذا مثال عن التسطيح في المجتمع الأميركي، ولا نتحدث هنا عن النخب والإنتيليجسيا وإنما عن مجتمع لا يرى إلا أمور معيشته ورفاهيته، غير أن ترامب جاء ليجسد هذا التسطيح حد السذاجة، وآخر ما فاجأ به العالم أمس ما جاء في تقرير نشرته صحفية "وول ستريت جورنال" يشير إلى أن ترامب يريد شراء غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم تابعة حاليا للدنمارك، وتؤكد الصحيفة أنه بحسب "مصادر مطلعة" في البيت الأبيض أن ترامب سأل مستشاريه مرارا عما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة شراء غرينلاند، وتابع باهتمام مناقشات حول موارد الجزيرة، وأهميتها الجيوسياسية، بما في ذلك إمكانية توسيع الوجود العسكري الأميركي في منطقة القطب الشمالي.
لكن وزير خارجية غرينلاند آني لون باجر، رد على ترامب اليوم، قائلا إن أكبر جزيرة في العالم ليست معروضة للبيع، وقال لرويترز "نحن منفتحون على التجارة لكننا لسنا للبيع". فمن يقنع ترامب أن "غرينلاند" ليست للبيع فعلا؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|