السياسية في لبنان... شرٌّ ووَبال! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
كيف لنا أن نصدق مسؤولين ما فتئوا يحذرون من خطاب طائفي وهم ليسوا بأكثر من ممثلين لطوائف، كي لا نقول "طائفيين"؟ ومن ثم ألا يعرف هؤلاء أن تحذيراتهم، ومن مواقعهم وما يمثلون، تجافي المنطق وتضع حضورهم السياسي في دائرة الإلتباس؟
في هذا المجال، المقصود جميع أهل السلطة، باستثاء النائب أسامة سعد، وهو الوحيد الذي حل نائبا عن المقعد السني في صيدا ورفض أن يكون ممثلا لأهل السنة دون سائر من اقترعوا له من كل الطوائف في دائرته، وهذه القناعة ترجمها النائب سعد بوضوح يوم رفض الإنضمام إلى "اللقاء التشاوري" للنواب السنة الذين طالبوا بتمثيلهم في الحكومة الحالية، وقال كلاما واضحا في هذا المجال من أنه يعتبر نفسه نائبا يمثل جميع اللبنانيين، ورفض أيضا فكرة أن يكون وزيرا في مَا لو انضم إلى هذا "اللقاء"، وبعيدا من هذا الإستثناء الكل ممثلون لطوائفهم.
المشكلة ليست هنا، فهذه تركيبة لبنان وهذا جزء من نظامه الديموقراطي، لكن أن يطل علينا من يحذر من خطاب طائفي وهو غارق في طائفيته، فهذا نوع من التدليس لزوم خطاب أشد ضررا من الخطاب الطائفي نفسه، لأن فيه استغباء للناس، إذ لا يمكن أن تستحضر الشيء ونقيضه، والأدهى أنه في بعض اللحظات السياسية ينتقل السياسي عينه للدفاع عن الطائفة ويعلن انتماءه لفضائها، لسنا ضد أو مع، لكن ازدواجية الخطاب بحسب الحالة ومقتضياتها، أمر لا يمكن القبول به، ومثل هذه القضية ليست تفصيلا عابرا، ولكنها تمثل بعض إشكاليات السياسة في لبنان.
والمشكلة أيضا أنه في ظل هذا الواقع نتأكد أكثر مدى صعوبة أن نصل إلى خطاب وطني جامع، وبدلا من أن نرتقي بـ "الطائف" إلى ما يعزز حضور الدولة بعيدا من عصبيات تضيق معها الآفاق باتجاه بناء دولة عصرية حديثة، تراجعنا كثيرا، لا بل انحدرنا إلى حضيض انتماءات كرست وتكرس الانقسام، وتبقي التعطيل سمة دائمة في مسار الحياة السياسية العامة، ومثل هذا الأمر يتطلب حدا أدنى من التصالح مع الذات.
لا يمكن أن يبقى النائب ممثلا لطائفته، فهو، وما إن تعلن نتائج الانتخابات يصبح نائبا عن كل لبنان، ومن هنا نسأل، هل ثمة نائب واحد التزم هذه القاعدة؟ والأمر يصح كذلك على الوزراء ومسؤولين في الدولة، ونحن في مكان ما نهدم بنيان الدولة، وجميعنا متساوون بالخسارة، وكمواطنين ما عرفنا الربح يوما مع طبقة سياسية جلبت لنا الشر والوَبال!
|
|
|
|
|
|
|
|
|