عودة الوصاية السورية... وبمفعول رجعي؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
"الأخ الكبير سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد" هكذا خاطب أحد السياسيين اللبنانيين اليوم الرئيس السوري، قمة في الأدب، بالتأكيد لسنا في عصر وصاية ولكننا نتطلع إليه، ومن الأدب ما قتل، والموضوع ليس تحرير الجولان، وإنما إخلاء سبيل موقوفين تابعين لجهاز أمن الدولة، وربما جاءت كلمات التبجيل لأن الحدث جلل، كونها من المرات القليلة والنادرة التي يعود فيها من سوريا مفقودون أو محتجزون.
الحدث ليس عابرا ولا يمكن أن يمر مرور الكرام، ومن باب الحرص على سمعة لبنان وسوريا أيضا، لا بد من الوقوف على دلالات ما حصل، ما يقتضي توضيح بعض النقاط كي لا يبقى ثمة من يتغنى ببطولات يُراد أن نصدق من خلالها أن ثمة إنجازا عظيما تحقق، يرقى إلى تحرير الأمة من "صفقة القرن" واستعادة مجدها الغائب.
بدايةً، لا نعلم ما هي الأسباب الموجبة لاحتجاز هؤلاء، إذا كانوا "يتجسسون" أو أخطأوا التقدير فسبحوا في المياه الإقليمية الشقيقة، لذلك ثمة ما يقتضي ترسيم الحدود شمالا أيضا كي لا يقع المحظور على نحو ما شهدناه قبل أيام عدة وتكلل اليوم بخواتيم عظيمة، بالتأكيد ليس ثمة فعل "تجسس" وكل القصة لا تحتاج إلى كل هذا الصخب وتصدير إنجاز لفريق سياسي لبناني، كمن "يبيع" موقفا لا أكثر ولا أقل.
وكي لا نُفهمَ خطأ لا يمكن للبنان أن ينأى عن علاقات مهمة وطبيعية ومميزة مع سوريا، ومن يرى خلاف ذلك يخطىء ويقدم الخاص على العام، وهنا ثمة دور مطلوب من "حزب الله"، أمينا عاما وقيادة، لجهة السعي إلى مصالحة والتمهيد لها بعيدا من مراهنات البعض على متغيرات إقليمية، وعلاقة لبنان بسوريا حاجة والعكس صحيح، خصوصا وأننا مدعوون لمواجهة تداعيات ما يخطط للمنطقة لصالح إسرائيل، ولا بد من موقف عربي جامع في هذه اللحظة التاريخية.
من هنا، ولأن التحديات كبيرة، يفترض مقاربة ما حصل اليوم مع إطلاق محتجزين لدى سوريا وفق هذا السيناريو، بكثير من المسؤولية، دون الإنتقاص من دور لعبه فريق لبناني، وإن جاء خارج سياق تمتين العلاقات المطلوبة وفق آليات تحفظ كرامة البلدين.
لم نقف عند تفاصيل مملة حيال ما حدث، لكن ألم يكن من المفترض أن يعالج الأمر مع السفارة السورية في لبنان؟ في الشكل يبدو أن ثمة مشكلة متمثلة في أن الوصاية السورية عائدة وبمفعول رجعي أيضا!
|
|
|
|
|
|
|
|
|