حرب اليمن والكيل بمكيالين! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لا يمكن تقديم توصيف واضح لاستهداف مطار أبها المدني الدولي في المملكة العربية السعودية بصاروخ من نوع "كروز" إلا بالعمل الإرهابي، وأي عمل عسكري يطاول المدنيين في أي بقعة من العالم هو فعل إرهاب ولا ثمة ما يسوغ القتل والاعتداء، وهذا ما نصت عليه اتفاقية جنيف بنسخاتها الأربع، وضرورة تأمين حماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب خصوصا لجهة الابتعاد عن المدنيين، ما يعني أن استهداف منشأة مدنية وتعريض حياة الأبرياء للخطر يرقى إلى جريمة حرب، وهنا تتحمل القيادة العسكرية للحوثيين المسؤولية كاملة.
لكن هل ان استهداف السعودية عمل إرهابي واستهداف مدن اليمن عمل إنساني؟ ومن ثم كم بلغ عدد القتلى من المدنيين في صنعاء ومحافظات ومدن يمنية عدة؟ وهل مسموح ارتكاب مجازر تطاول الأطفال من قبل المملكة ودول التحالف؟
نسوق هذه الأمثلة لنقول، إن الحرب على اليمن باتت مضيعة للوقت، وهدرا للمال وإزهاقا للأرواح وتدميرا لا طائل منه، ولا بد من موقف صريح لإنهائها، فالجرأة أحيانا أهم من خوض مواجهة تحولت سجالا لا قدرة لأي طرف على حسمها، ما يعني أننا نشهد اليوم حرب استنزاف لا طائل منها، والكل مدعو لوقفها برعاية أممية، وعلى الدول العربية أن تجتمع مع إيران من أجل حماية المنطقة وعدم الانجرار نحو حرب أبعد من المملكة العربية السعودية واليمن، وإن كان مثل هذا الأمر مستبعد في المدى المنظور، ذلك أن الدول الكبرى ما تزال تسعى إلى ضبط إيقاع المواجهات كي لا تخرج عن السيطرة وتفضي إلى مواجهة شاملة، خصوصا وأن مصالحها تقضي بأن تظل إمدادات النفط بعيدا من أي استهداف.
وفي هذا السياق، نستغرب أن يعلو الصراخ على استهداف المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة، وهو أمر مرفوض بكافة المعايير الإنسانية والأخلاقية، وألا نسمع من جهة ثانية صوتا حيال الاستهداف اليومي لليمن، خصوصا وأن الحرب المستعرة منذ أربعة أعوام، لم توفر منشآت مدنية من مدارس وأسواق شعبية ومستشفيات أحياء سكنية، ولا يمكن أن نفهم الكيل بمكيالين، فما تتعرض له اليمن واجب تمليه مصلحة ما، فيما استهداف المملكة عمل إرهابي، علما أن حدود المواجهة المستمرة والمشرعة على سياريوهات أسوأ، ترقى إلى جرائم حرب، والكل مسؤول والكل مدان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|