أزمة نظام... لا أزمة موازنة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
يواجه اللبنانيون اليوم وزر وإثم ما ارتكبوا قبل أكثر من سنة يوم اقترعوا بضمير مرتاح وجددوا لأزماتهم، ويواجه معهم لبنان الخيبة تلو الخيبة، والمشكلة هنا يمكن تلخيصها على هذا النحو، لو رشح زعيم طائفة "عصا" من غصن زعرور كثير العقد لفاز في الانتخابات، ولأقصت هذه "العصا" أصحاب قامات كبيرة في العلم والفكر، دعونا نقول الأمور بصراحة ولو لمرة واحدة وإن "جرحت"، لأننا محكومون من قبل تُبَّعٍ وتابعين ليس فيهم من يجرؤ على الاجتهاد إلا في حدود مرسومة سلفا، وفي هذه الحالة يتراجع الإبداع في السياسة كما في الاقتصاد وفي سائر قطاعات الحياة.
في لبنان طاقات وكفاءات أكبر بكثير من "وج هالصحارة"، وفي لبنان أيضا قامات كبيرة محرومة وممنوعة من الوصول إلى المجلس النيابي ، والأنكى أنها ممنوعة ومحرومة بالقانون: أكثري مفصل على قياس الطوائف ونسبي مسخ وهجين.
لا نقول بالتأكيد أن بين من وصلوا إلى الندوة النيابية ليس ثمة بينهم كفاءات، ولكنها قليلة ولا تعكس الوجه الحضاري والثقافي للبنان، هذا ولم نتحدث عن التوريث بصلة الدم والقرابة.
نقول ذلك، لنؤكد أن لبنان يواجه اليوم أزمة نظام لا أزمة موازنة، ناهيك عن أن الأحزاب الطائفية لا تبني دولة، وإنما إقطاعات وتقاسمات وصراعات على حساب منطق الدولة.
لا يمكن للبنان أن يتطور من بلد عالمثالثي إلى بلد حضاري وهو محكوم بغرائز لا بأفكار، وبعيدا من علمنة الدولة لا وطن يُرتجى، العلمنة وحدها تحمي سائر المكونات الطائفية والإثنية والروحية والثقافية دون منةٍ من زعيم، أما الطوائف فتطلق المجال للعصب والغريزة، ويصبح الناس محكومين بهواجس من الآخر الشريك في الوطن، أما العلمنة فتصون وتحمي وتخلق مدى إبداعيا في حكم الدولة.
ولنقل الأمور صراحة أيضا، هل من نائب ووزير قادر على أخذ قرار والمبادرة في موضوع تافه قبل الرجوع إلى الزعيم ولي النعمة؟ ولماذا يكون الزعيم في موقع يظن كثيرون أنه معصوم عن الخطأ؟
أحيانا يصرح مسؤول بكل ما في داخله من مكبوت تاريخي، في كل الطوائف والجماعات، وغالبا ما نشم رائحة دماء ونار وأحقاد، ولبنان لن يتصالح مع ماضيه وحاضره طالما بقيت الطوائف ناظمة لخلافات اللبنانيين، لا تحررهم من قيود التبعية والإذلال، وما ينضح من خطاب طوائفي لا يعدو كونه بعض أوهام القوة.
في لبنان لا طائفة قوية مهما حصلت على مغانم وحصص في الدولة، وأي عنصر قوة يندرج في هذا المفهوم يكون على حساب الدولة، ويتقصد إضعافها وإخضاعها، لأن القوة الحقيقية تظل متمثلة في دولة مدنية تعبر عن هواجس اللبنانيين لا الطوائف!
|
|
|
|
|
|
|
|
|