زيارة البابا للإمارات... البعد الرسولي! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
بعض الأصوات المعترضة أو المتحفظة على زيارة قداسة البابا فرنسيس ، رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، سقطت في وحل السياسة ولم تتبين المعنى الأسمى لجولة الحبر الأعظم في محطته العربية، ومن بين هؤلاء المسؤول السابق في المخابرات الأميركية إميل نخلة الذي رأى أن زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى الإمارات "لا يمكن تبريرها في ظل تورط الدولة الخليجية في حرب اليمن".
مشكلة هؤلاء المنتقدين مردها إلى أن هذه الزيارة لا تقاس بميزان السياسة وإنما في مداها الإنساني الأبعد والأشمل والأعمق، وإطلالة قداسته من أي دولة في الشرق والغرب تتسم برؤى وأهداف رسولية، أما تصغيرها إلى مستوى يقصرها على الجانب السياسي فهذا – مع الاحترام للمنتقدين – تجديف فيه الكثير من التحامل، خصوصا عندما ينظر البعض إلى أن زيارة البابا فرنسيس لم تأخذ في الاعتبار أن "الإمارات العربية المتحدة في وقت ما زالت متورطة في جميع أنواع الفظائع الإنسانية في اليمن".
وفي المقابل كانت ثمة مواقف رأت في الزيارة سانحة للبحث في "إقناع قيادة الإمارات بإيجاد سياسة أخرى تتعلق باليمن"، وهذا ما عبر عنه الأب بول لانسو من منظمة السلام الكاثوليكية "باكس كريستي إنترناشيونال"، وهذا في الأساس ما سيكون حاضرا لدى لقاء قداسته كبار المسؤولين الإماراتيين، لا سيما وأن زيارة الحبر الأعظم ليست للاستجام ولا هي جولة سياحية، فضلا عن أنها تحمل رمزية استثنائية كون الإمارات بغالبية سكانها المسلمين شرعت أبوابها منذ أمد بعيد لسائر شعوب الأرض ومن مختلف الديانات السماوية، وتحولت أرضا تتعايش فيها الحضارات والثقافات في نموذج كرسته الدولة الخليجية بروح الانفتاح بعيدا من تأثير الخطاب التكفيري الذي يحاصر منطقتنا العربية، وآخر تجلياته "داعش" وأخواتها.
هذه التجربة الإنسانية التي كرستها الإمارات العربية المتحدة، أجاب عنها قداسة البابا فرنسيس، حين اعتبر أن هذه الزيارة تمثل صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان وتؤكد على الأخوة الإنسانية، واصفا الإمارات بأرض الازدهار والسلام، ودار التعايش واللقاء، التي يجد فيها الكثيرون مكانا آمنا للعمل والعيش بحرية تحترم الاختلاف، موجها التحية للشعب الإماراتي، وقال: "أستعد بفرح للقاء وتحية عيال زايد في دار زايد".
من هنا، نفهم البعد الرسولي لزيارة تاريخية تؤسس لتعايش الحضارات والأديان، أما من يرى خلاف ذلك، فهو كمن يريد تخطي كل القيم التي رسخها الفاتيكان من أجل رفاه العالم وتعميم ثقافة السلام والانفتاح.
|
|
|
|
|
|
|
|
|