لبنان في دوامة الانتظار... والكل في مأزق! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
* " فادي غانم "
مع مرور الأيام سريعة دون مؤشرات واضحة حيال إمكانية تحقيق دفعة إلى الأمام لترسيخ بنيان الدولة القوية القادرة والعادلة، المعبرة عن طموحات الناس، والراصدة لموجبات الحاضر والمستقبل، مع ما يستدعي ذلك من إحداث صدمة إيجابية تنتظم معها مؤسسات الدولة بمعايير الحداثة والتطور، تضيق أكثر فأكثر فسحة الأمنيات، حتى بتنا لا نعلم ما إذا كان ثمة من يريد إضعاف العهد، أو أن العهد يضعف نفسه، أو أن ثمة ما هو أكبر لم تتكشف أمامنا أحاجيه في السياسة الداخلية وامتداداتها الإقليمية والدولية، فيما الواضح الأكيد أن الأمور تتعقد وتتراكم، وقد تمكنت في حدود بعيدة من تعطيل دورة الحياة السياسية الطبيعية في لبنان.
أقصى ما نعيشه اليوم، يعزز قناعة لا يرقى إليها الشك بأن التفاؤل غدا مثل عملة ورقية قديمة منتهية الصلاحية، لا تنتمي إلى زمننا الحاضر، ولا قيمة فعلية لها، وبمعنى آخر كل هذا التفاؤل الذي ملأ فضاء أحلامنا الفتية ذات يوم ولحظة، بات غير قابل للصرف ولا المبادلة أو المقايضة، يصلح فقط للعرض على منصة مخصصة لمعاينة الخيبات، وحدها الواضحة كحقيقة محكومة بالوجع والخوف والإحباط.
نعلم أن المرحلة صعبة في عالم فقد اتزانه وتوازنه، ونعلم أكثر أن لبنان جزء من هذا العالم، يعيش ويتفاعل على وقع أزماته وخلافاته ومصالحه، يضاف إلى ذلك إشكاليات بنيوية على مستوى الدولة، لم تحررها من تبعية الانقياد إلى التعطيل والاستنساب في ممارسة السلطة، وتشكيل الحكومة مثال لا أكثر، والمشكلة أبعد من فريق وحزب أو طائفة، هي بعض تجليات الخوف وغياب الهوية الواحدة في ظل تشظي الانتماء لفضاءات المنطقة الملتهبة بصراعات الدين والسياسة وبإسقاطات تاريخية أحيانا.
لا يحسد العهد على ما ينتظره من استحقاقات، إذ ليس ثمة سانحة تتيح له الانطلاق نحو ما حدد وتبنى من خيارات، إلا في حدود لا تسمن ولا تغني من جوع، فالمرحلة بضبابيتها تشل الجميع، وتقعدهم عن أداء المطلوب منهم، والكل في مأزق ومكبل بما لا يتيح الانطلاق في اتجاه صوغ خطاب واحد ورؤية واحدة.
وسط كل ذلك، يبقى تحديث الدولة بعيد المنال، وأقصى المتوقع أن يظل لبنان قابعا في دوامة الانتظار وثلاجة المواقف، فيما المرحلة تستهلك منا الوقت إلى أن تحين صدفة تعيد للتفاؤل بعضا من حياة، بديلا من التشاؤم في لحظة كأداء لا نعلم متى سيحين أوان انحسارها لصالح غد سنظل نتطلع إليه رغم كل هذا الجو المثقل بالهموم والخيبات!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين *رئيس " جمعية غدي "
|
|
|
|
|
|
|
|
|