بلد تهدده شائعة... لا يُـــعَـوَّلُ عليه! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
" – أنور عقل ضو
اللبنانيون بتعدد انتماءاتهم واختلاف أمزجتهم وأهوائهم والنزوات، ومع تحفزهم الدائم لمهاجمة الآخر المعارض، هم صورة عن واقع سياسي مأزوم طائفيا ومذهبيا ومناطقيا... ووطنيا، وهم في حدود بعيدة ليسوا أكثر من صدى خطاب زعيم ومسؤول أقصى تطلعاته طائفية.
في كافة مواقع الدولة ثمة ازدواجية بين ما هو وطني "علنا"، وما تمليه حساسية الموقع "ضمنا" باعتباره ملكية حصرية لفريق بعينه، لا بل أبعد من ذلك، فحدود النقد ضاقت مع تصغير الوزارات إلى حد تشريعها لفريق سياسي دون آخر، بدليل أنك إذا وجهت سهام النقد حول أداء مرفق عام، فأنت تستهدف في السياسة فريقا بعينه وتدخل معه في منطقة مشتبكة، ما يفرض أن تحاذر نقدا، فتضطر إلى الحديث عم مرفق آخر كي لا يبدو أنك تتقصد حزبا أو تيارا سياسيا.
وعلى الرغم من أن اللبنانيين - بقوة الواقع الضاغط سياسيا واجتماعيا - منقسمون، تتقاذفهم أنواء التعصب، إلا أنهم ليسوا سُــذَّجا ولا يمكن أن تأخذهم الشائعات إلى ما يهدد استقرار البلاد وأمنها القومي، فبعيدا من حال التشرذم بما هو نتاج أداء سياسي فيه الكثير من الالتباس بين الطائفي والوطني، يبقى اللبنانيون قادرين على التحليل والاستنتاج، خصوصا في بحر معاناتهم وأزماتهم، حيث يتجرعون كؤوسا مُـــــــــرَّة في يومياتهم وسط الفساد و"ضبضبة" القضايا وتجهيل الفاسدين وحمايتهم، ولا يمكن تسفيه الأمور الماثلة كجرح عصيِّ على الالتئام واعتبار الشائعات هي مصدر البلوى والطامة الكبرى والتهديد الأخطر الذي يستهدف لبنان، فيما أهل السلطة عاجزون وللشهر الخامس عن تشكيل حكومة.
تبقى المشكلة أنه في ظل ظروف لا نرى فيها غير أزمات لا تني تطل علينا بكمٍّ لا يحصى من الفضائح، تصبح الشائعة قابلة للتصديق، فلماذا نلوم الناس؟
التصدي للشائعات واجب، لكن الإيحاء بأن "السوشيل ميديا" هي مجلبة الكوارث، ففي ذلك افتئات على الناس، وهم ما عادوا يملكون سوى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن سخطهم وما يواجهون من مكدرات تنغص عيشهم، والتصويب على "السوشيل ميديا" يؤكد أن السلطة خائفة من عَـــيْـــنِ ما تمارسه شتما وألفاظا لا تليق بمسؤوليها، فلماذا نلوم الناس أيضا، علما أن منبع الشائعات الأخطر هم السياسيون أنفسهم؟!
إن بلدا تهدده شائعة لا يُعوَّل عليه!
|
|
|
|
|
|
|
|
|