سيناريوهات لصفقة لن تمر! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
في غمرة الحديث عن حرب إسرائيلية على لبنان، كتبنا في "الثائر" althaer.com في الثالث عشر من الشهر الجاري، مقالة بعنوان: "لا حرب إسرائيلية على لبنان... والتحضير لها واجب!"، وقدمنا جملة من الأسباب وطرحنا العديد من الافتراضات لنصل إلى مثل الإستنتاج، ولم ندعُ للاسترخاء، وذلك على قاعدة أننا نواجه عدوا لا يمكن الركون إليه، حربا أو سلما، ولذا أكدنا أن "التحضير للحرب واجب"، بمعنى ألا نلغي احتمال الحرب وألا نكون في الوقت عينه أسرى "خبرية" بغض النظر إن كانت صحيحة أم لا.
يوم أمس، أي بعد نحو أسبوعين، قال الأمين العام لـ " حزب الله " السيد حسن نصر الله في الخطاب الذي ألقاه في الذكرى 34 لتأسيس "جمعية كشافة المهدي" كلاما هو نفسه، وإن اختلف في بعض المعطيات، حتى أن سائر وسائل الإعلام عنونت بالأمس أن "نصر الله استبعد قيام إسرائيل بحرب على لبنان".
لا ندعي امتلاك الحقيقة، لكن ما يهمنا في المقام الأول أن نكون قادرين على استقراء الواقع السياسي في لبنان والمنطقة، وأن نستشرف من باب الاستنتاج المدعم بوقائع وبينات ما تخبىء لنا الأيام، وفي السياق عينه، لم نعلق على ما روّجته بعض وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية حيال "الحرب المفترضة" من أن الصف الأول سيقتلون والصف الثاني في "حزب الله" وعلى الصف الثالث أن يتحمل مسؤولية، لأنه لا تأخذنا الترهات لنمعن فيها تحليلا واستنتاجا، وكنا نعلم أن السيد نصر الله سيرد ورد بالأمس، ناصحا الصحيفة المعنية أن "تكلف كاتب هذا المقال، الذي لا أعرفه، وتصنع منه كاتب سيناريو لفيلم سينمائي خيالي. هذا كلام فارغ ليس له أي أساس من الصحة".
لنبتعد قليلا عن خطاب السيد، برغم ما ساقه من معطيات سياسية متعلقة بواقعنا الداخلي وما تشهده المنطقة العربية، لنقول، أن كل هذا الصخب الإعلامي، وكل هذه السيناريوهات المفبركة، تأتي في سياق التحضير لـ "صفقة القرن"، وثمة من يدورون في فلك السياسة الإسرائيلية والأميركية، وبين هؤلاء بعض الأنظمة العربية المندفعة نحو التطبيع والتسوية، بهدف واحد، أن تظل في مواقعها وتكون بمنأى عن استهدافات، بمعنى رهن بقاء هذه الأنظمة بتمويل "صفقة القرن"، وما يترتب عليها من تبعات لجهة التوطين وموجباته.
ما يهم في هذا المقام التأكيد على أننا سنسمع كثيرا من "سيناريوهات الأفلام"، وهذه "البضاعة" الإعلامية، وسنجد من يهلل ويسوق لها، وكأن "السلام" مع إسرائيل واقع لا محالة، وهي لا تعدو كونها مجرد سيناريوهات لصفقة لن تمر!
|
|
|
|
|
|
|
|
|