واخرجوا من مصالحكم الصغيرة والرخيصة وشكلوا حكومة تحمي الوطن
#الثائر
اقام قنصل لبنان في مونتريال - كندا ، انطوان عيد حفل استقبال على شرف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والوفد المرافق في دار السفارة، شارك فيه راعي ابرشية كندا المارونية المطران بول مروان تابت ونائبه المونسونيور بيار القزي، ومطارنة الاغتراب، مطران السريان الكاثوليك مار بولس انطوان ناصيف ممثلا بالاب ايلي يشوع، الشيخ سعيد فواز ممثلا دار الافتاء في كندا، الشيخ عادل حاطوم ممثلا مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، السيد نبيل عباس ممثلا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الشيخ علي سبيتي ممثلا المجمع الاسلامي، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المريمية الاباتي مارون الشدياق، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية الانطونية الاباتي مارون ابو جودة، المدبر العام في الرهبانية اللبنانية المارونية طوني فخري ممثلا الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم ، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم - كندا رولان الديك، منسق حزب الكتائب في مونتريال فنسان الشدياق، ومنسق حزب الوطنيين الاحرار جوزف خيرالله، وعدد من ابناء الجالية اللبنانية في كندا وفاعلياتها وعدد من الكهنة والاباء واركان القنصلية.
عيد
بداية، القى عيد كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي والوفد المرافق "في قنصلية لبنان العامة في مونتريال وفي مقاطعة كيبيك المدينة التي احتضنت آلافا من اللبنانيين الذين أتوا بحثا عن فرصة عمل أو توقا لمستقبل أفضل لأولادهم أو حبا بالمغامرة أو رغبة بالعيش بأمان وسلام وطمأنينة".
وقال: "قد تختلف أسباب هجرتهم ولكن من المؤكد أنهم يحملون لبنان في وجدانهم ويعشقون وطنهم الأم ويفتخرون بوطنيتهم وانتمائهم إلى وطن الأرز ويشمخون عاليا بنجاحاتهم وابداعاتهم وتفوقهم في بلد إقامتهم لكن للأسف، أنهم قلقون، خائبون، خائفون، مفجوعون بالأوضاع الاقتصادية والبيئية والمعيشية والاجتماعية التي وصلت إليها البلاد. وهم يعولون على حكمة غبطتكم لتصحيح المسار كونكم رأس البطريركية المارونية المشرقية التي أعطت لبنان حدوده الحاضرة وكانت وما زالت الدار التي احتضنت جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين والقلعة الحصينة التي دفعت عن لبنان جميع التدخلات الخارجية فانكسرت على أبوابها جميع سهام الباطل. فأعطيت مجد لبنان لأنها حمت كرامة وعزة جميع اللبنانيين".
وتابع: "معا نحو آفاق جديدة، عنوان المؤتمر الخامس لأساقفة الأبرشيات المارونية خارج النطاق البطريركي والرؤساء العامين للرهبانيات، يتلاقى بلا أدنى شك مع مؤتمر الطاقة الإغترابي الثالث لأميركا الشمالية والدي انعقد في مدينة مونتريال تحت عنوان نبض الشباب. إن هذه الفئة الشبابية تشكل النسبة الأكبر من الجالية اللبنانية في مونتريال وهي عن حق نبض ووهج الجالية اللبنانية، لذلك نحث جميع اللبنانيين في كل المناسبات لتسجيل وقوعات الأحوال الشخصية العائدة لهم وتسجيل أولادهم وتربيتهم على القيم والمبادئ والثقافة اللبنانية. هذه اللبنانية Lebanity هي فرادتنا وتميزنا ورابط انتمائنا مع جميع اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم أجمع".
وختم :" في النهاية لا بد من توجيه كل الشكر إلى مقاطعة كيبك التي سهلت اندماج اللبنانيين وأمنت لهم وسائل العيش الرغيد".
الراعي
ورد البطريرك الراعي بكلمة شكر فيها القنصل عيد على هذا الاستقبال منوها بما يقوم به مع معاونيه في القنصلية، "لا سيما التعاون مع المرجعيات الروحية من اجل الحفاظ على الرباط بين لبنان المنتشر في كندا ولبنان المقيم، في تسجيل قيودهم الشخصية لكي تظل العائلة اللبنانية هذه الارزة المزروعة في لبنان والمنتشرة اغصانها في العالم بأسره، ان تبقى واحدة موحدة".
وتطرق الى الاوضاع في لبنان وقال : " نحن معكم نتألم ونأسف لما وصلت اليه الاوضاع في لبنان، هذا الوطن الذي كان مفخرة في تقدمه ونموه حتى استحق ان يسمى سويسرا الشرق، أي الوطن الجميل والمتطور والسباق والقوي باقتصاده وماله والمتماسك في شعبه، بلغنا اليوم الى مرحلة تقلق على كل المستويات، فالوحدة الوطنية مجتزأة والاقتصاد خطر الاوضاع المالية أكثر فأكثر ولكننا نرفع الصوت باستمرار. واليوم نرفعه من هنا من هذه القنصلية اللبنانية العامة ، لنطالب القيادات السياسية في لبنان لان يتحملوا مسؤولياتهم، وأن يدركوا ان العمل السياسي له مبرر واحد وهو خدمة الخير العام وقيام الدولة ومؤسساتها، أما ان يصبح العمل السياسي مصالح فردية ومذهبية وفئوية وهدرا ونهبا وسرقة للمال العام، فهذا لا يرضاه اي لبناني محب لهذا الوطن".
وأضاف :" قال احد رؤساء الحكومات اللبنانية في هذه الايام الاخيرة، ان لبنان ليس منهوكا، لبنان منهوب، فهذا لا يليق لا بلبنان ولا باللبنانيين".
واردف: "من العار علينا وعلى الطبقة السياسية ، خصوصا بعد ان تنادت الاسرة الدولية وعقدت ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان وجيشه وموضوع عودة النازحين السوريين فيه، وكيف انه في مؤتمر سيدر قررت الدول ان تؤمن للبنان بين هبات وقروض ميسرة ومساعدات بقيمة احدى عشر مليون نصف دولار، على ان تباشر الدولة اللبنانية بالاصلاحات في القطاعات والهيكليات لكي ينطلق الاقتصاد ويحمى الوطن، فإذا بنا تمر ستة اشهر على هذه المؤتمرات والسياسيون يتلهون بالمصالح الصغيرة والرخيصة".
وتابع: "نعم كلهم مسؤولون ولا يستثنى احد، الوطن يبنى بالتضحيات وبروح التجرد وبالعطاء وليس بالاخذ ، فعندما نعطيه يعطينا أكثر، ونحن من هذه الدار اللبنانية التي منها نحيي رئيس الجمهورية وكل المسؤولين في لبنان ، نعلن ايماننا بوطننا ونحافظ على صمودنا فيه بالرغم من كل المصاعب، وانتم تدعمون ايضا اهلكم واقاربكم وبلداتكم ، ونحن هناك نشد الحزام ، نعض على الجرح، نصمد لكي يحمى هذا الوطن الذي يستحق منا كل عطاء وتقدير".
وقال: "من المعيب أن يكون سقط على أرض لبنان شهداء من كل الطوائف والمناطق ودمغوا ارض لبنان بدمائهم ، لا يحق لنا ولا للسياسيين ان نعيش وكأن لا قيمة لهذه الدماء، كما لا قيمة للجراح وللذين هجروا ونكل بهم فاضطروا الى هجر هذا الوطن الحبيب. نعم اقولها بألم معكم ونقول للمسؤولين في لبنان تحملوا مسؤولياتكم وكونوا على مستوى هذا الوطن وأخرجوا من مصالحكم الصغيرة والرخيصة وشكلوا حكومة تحمي هذا الوطن وتحفظه".
وختم :" الوطن لا يخص احدا بل يخص شعبه والتاريخ".
وفي الختام قدم البطريرك الراعي ميدالية البطريركية المارونية للقنصل عيد ودون كلمة في سجل التشريفات.
ثم زار دير مار انطونيوس الكبير في مونتريال حيث كان في استقباله المدبر فخري ورئيس الدير الاب بيار ابو زيدان ورهبان الدير وجمهور، حيث رفع الصلاة على نية لبنان وابنائه المقيمين والمنتشرين في انحاء العالم ، وكان البطريرك الراعي زار صباحا دير القديسة رفقا.
من جهة ثانية ينتقل الراعي اليوم الى اوتاوا حيث يلتقي رئيس مجلس النواب في مبنى البرلمان ثم يزور مبنى السفارة ويترأس قداسا احتفاليا ويشارك مساء في عشاء الرعية.