وحدة لبنان... "حِــكِّـــلِّي تا حكلك"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
في مطالعة سريعة لمواقف المسؤولين في اليومين الماضيين، وبعد أن هدأت الخواطر قليلا عقب المصالحة في قصر بعبدا بين رئيس "الحزب القدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط ورئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ، باستثناء مواقف "قواتية" خرقت الهدوء الحذر مع تصويب على " التيار الوطني الحر " الذي التزم عدم الرد وتعكير الأجواء، وفي هذه المطالعة يتبين أن الجميع ينادي بالوحدة، ويطالب ضرورة أن يتوحد ويتحد اللبنانيون بسائر أطيافهم في هذه اللحظة المصيرية الحرجة، إلى درجة بدأنا نتساءل من هو ضد وحدة اللبنانيين إذا كان الجميع دون استثناء ينادي بها، ما يقودنا إلى أننا نعيش انفصاما سياسيا لا فكاك منه ولا علاج.
هل ثمة مفاهيم عدة للوحدة؟ هل ثمة وحدة بالطول وأخرى بالعرض؟ أم أن هناك من اكتشف الوحدة الدائرية أو المربعة والمستطيلة؟ وإلى الآن ليس هناك من شرح للمواطن المسكون بالوحدة كهاجس يومي يتطلع إليه ويبعث بالنذور إلى الأولياء الصالحين والقديسين ليعيش بعض استقرار مفقود، على الأقل من قبيل الحلم، كي يقوى على الصمود في واحة الفوضى والأزمات الوافدة على موج فضائح نضجت وفاضت روائحها والنفايات أولها وأخطرها.
مشكلتنا وسط ما نواجه من تحديات أن أحدا لا يريد الوحدة إلا شعارا، ومن يغرد مستقويا على الآخر، لا يعلم أنه لا يصيب هذا الآخر، بقدر ما يصيب الوحدة المزعومة، والخوف، كل الخوف، أن يكون شعار الوحدة عصيا على التفسير، وعندها تصبح وحدة مرضية، كأن يؤثر هذا السياسي أو ذاك عدم الانخراط في عمل سياسي جماعي مطلوب دائما لمواجهة المستجد من استحقاقات، وهذا إلى حد بعيد حالنا اليوم، وحدة مرضية مستعصية، أدت في بعض المراحل إلى ظهور عوارض "التوحد السياسي" أو "شيزوفرانيا" لا نتمكن معها من التمييز بين المطلوب والمتخيل.
وحدة لبنان على المحك، وعلى المسؤولين أن يلجوا طريق الوحدة الحقيقية، على قاعدة أن "ما حك جلدك متل ضفرك"، وأيضا انطلاقا من مثل لبناني شهير "زوان بلادنا ولا قمح الصليبي"، وهذا ما يتطلب أن يحك المسؤولون لبعضهم البعض، و"حكلي تا حكلك"، كي لا نشعر غداة محنة أن وحدتنا كذبة وحياتنا وهم ومصيرنا معلق بين أكثر من وحدة، وبالتأكيد من نوع الوحدة الوطنية أو الوطنجية لا فرق!
|
|
|
|
|
|
|
|
|