لتكنْ المحكمة الدولية فرصة لترسيخ وحدة لبنان |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لا يمكن أن يبقى اللبنانيون أرقاما مرشحة للإغتيال السياسي، ولبنان ليس أرضا مستباحة، ويجب أن يكون محصنا أكثر من أي وقت مضى في مواجهة "ثقافة" الإغتيال، وليكن ذلك شعارا جامعا يوحد اللبنانيين لأنه السبيل الأمثل لتحصين الساحة الداخلية، مستفيدين من تجارب عمقت جراح اللبنانيين بسائر انتماءاتهم وإلى أي جهة انتموا.
لا يمكن مقاربة المرافعات الختامية للإدعاء في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في لاهاي بغير هذه الروحية، وهذا ما عبر عنه رئيس الحكومة سعد الحريري في تأكيده أن المطلوب الحقيقة لا الثأر، وفي ذلك قفز فوق الخاص لصالح العام، أي التهدئة وطي صفحة الماضي وترميم الحاضر والتطلع إلى المستقبل، خصوصا وأن ما شهده لبنان من اغتيالات كان نتاج انقسامات قوضت وحدته الداخلية، وسهلت لمن يريدون تطويعه وتعميق أزماته تنفيذ الجريمة السياسية سبيلا لشرذمته وأخذه إلى الفوضى واستحضار العصبيات والنزاعات، وهذا ما نجحوا به في حدود بعيدة.
من هنا، وبغض النظر عن حيثيات قضية الاغتيال، المحكمة ضرورة، على الأقل كي تردع في المستقبل المتصيدين في الماء العكر، أما من يبدون الحرص على الخزينة في موضوع تمويلها، لم ينظروا إلى حقيقة أن هذا التمويل لا يمثل إلا نسبا ضئيلة من المال المهدور بسبب الفساد والمحاصصات والتلزيمات بالتراضي، ومن ثم من حق اللبنانيين أن يعرفوا من اغتال عشرات النواب والمسؤولين والرؤساء، وهذا أقل الإيمان.
أما القول أن المحكمة الدولية هي "محكمة إسرائيلية"، فهذا كلام يقتضي استقالة لبنان من الأمم المتحدة والانسحاب من سائر منظماتها، والبقاء دون سقف دولي ولا مظلة تحمي وجوده، وهذا يعني أن قوات الطوارىء الدولية UNIFIL "إسرائيلية" أيضا، وكل مؤسسات الأمم المتحدة مصادرة من قبل العدو الإسرائيلي.
وثمة حقيقة راسخة، لا يمكن تبرئة إسرائيل في استهدافها لرموز المقاومة في لبنان في حقبة تاريخية صعبة، ولا الأنظمة الصديقة التي اغتالت وغيبت رجالات لبنان، كالإمام موسى الصدر وكمال جنبلاط وبشير الجميل والمفتي حسن خالد وغيرهم.
الكل مستهدف بالاغتيال السياسي، والمحكمة الدولية برغم الثغرات المحيطة بعملها، تمثل حاجة وطنية، أيا كان الحكم الذي سيصدر عنها، كي لا نترك لبنان مستباحا من الأعداء والأصدقاء.
هناك حاجة لطي صفحة سوداء من تاريخ لبنان، وولوج مرحلة جديدة تحصن وحدتنا الداخلية، وتحصن المقاومة التي حققت توازن الرعب مع العدو الإسرائيلي، ولتكن المحكمة الدولية محطة وفرصة للانتقال إلى ترسيخ وحدة لبنان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|