"موت بائع السعادة" إبداع الأديبة نشوة مصطفى |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
نقد صموئيل نبيل أديب
في معرض الكتاب القادم ستجد كتاب عنوانه "موت بائع السعاده" بقلم الأديبة الشابة نشوة مصطفى. الكتاب الذي يحمل في داخله مجموعة من القصص التي تثيرك عناوينها.. ف العناوين التي تحمل كلمات من التراث أمثال (حتى تأتي العاهرة- عسل النحل ولدغاته - الماشطة والوش العكر- الدمية المسكونة - بائع الأحلام المستخدمة - نادي القلوب المحطمة- ما لم يفعله السقا- غسيل ومكواة- طباخ السم- شر البقر- مغسل وضامن جنة) تجعلك تظن أنها قصص تقليدية ذات مضامين معتادة.. إلا أنها تفاجئك بأفكار لم يتطرق إليها احد من قبل. تكتبها نشوة بفكر ومشاعر أنثى يقع في عقلها الباطن افكار متنوعه.
فقصة مثل الدمية المسكونة. التي يوحي العنوان أنك ستواجه قصة رعب. لتكتشف أنك أمام سرد لواقع تفصيلي عن سبب الخناقات الزوجية من وجهة نظر محايدة جداً… لنتهي القصة بصدمه فكرية كبيرة جداً… إذ يقتل الإنسان أسباب سعادته فقط لأنه غير معتاد على سبب السعادة …!!! فيتلقى القارئ صدمتان، صدمة اختلاف القصه عما توقع.. و صدمة النهاية الكاشفة لعيوب النفس البشرية… وفي قصة غسيل و مكوى… التي تتعاطف في البداية مع بطلتها من ظلم الزوج… لتكتشف في النهاية أننا جميعا ظالمون اذا ما اتيحت لنا الفرصه.. و في قصة حتي تأتي العاهرة.. العنوان مستوحى من مقولة الكل شرفاء حتى تأتي العاهرة.. فتظن انك أمام قصة عن الشرف أو الضعف البشري… لتكتشف في النهاية أنك أمام قصه تحكي عن تأثير خيالات الإنسان في تصرفاته..
الأديبة الشابة التي يظهر بوضوح في كتابتها تنوّع أفكارها العقلية.. ظهر بوضوح ازدحام المشاعر في قصصها بطريقه نابعة من تأثير البيئة المحيطة بها..إذ بالرغم من تنوع القصص إلا أنها كلها داخل إطار من فكر و مشاعر المرأة المحبوسة في قوقعة المجتمع…. إذ تلاحظ أن معظم القصص المكتوبة تدور أحداثها في مخيلة أصحابها و داخل عقولهم في شكل حوار يقراءه القارئ بدون أن يتكلم به البطل..
المؤلفة التي تخطو بخطوات جادة في عالم الأدب بعد أن حققت نجاحات في العديد من المسابقات الأدبيه استطاعت أن تكتب في كتابها الأخير عن دواخل النفس البشرية من وجهة الأنثى العربية .. موت بائع السعادة.. قصص تستحق الإشادة و التقدير.
|
|
|
|
|
|
|
|
|