إلهي لم أعد أفهم |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
بقلم : المستشار الإعلامي صموئيل نبيل اديب
قرأت هذه القصة بلغات عديدة وعلى مختلف الروايات. أذكرها لكم الآن من مصدرها التاريخي الأقدم في القرن الرابع الميلادي.. ذهب شاب إلى راهب في الصحراء عارضاً له مشكلته.. أنا لا أفهم ما أقرأ من الكتب الدينية.. حاولت أن أحفظها.. ففشلت.. أن أفهمها فاستعصى علي الفهم .. فتركت قرأتها لأني فاشل.. .. بعيون أتعبها السهر والصلاة نظر الراهب إلى الشاب وقال له : أتطيعني فيما أطلب منك.. توافق؟ .. أجاب نعم... دخل الراهب إلى مغارته المحفورة في الجبل وأخرج (قفة) قديمة مصنوعة من الخوص و قال له إملأها من ماء البئر و تعالَ إلي .. (تذكر عزيزي القارئ أنه في القرن الرابع كان الماء يُملأ في (قُرب) مصنوعة من جلود الحيوانات.. لأنها الوسيلة الوحيدة لاحتواء الماء… فالمسافات بين "الخوص" تجعل الماء يتساقط من ( القفة) باندهاش نظر الشاب إلى الراهب.. أتطلب مني أن أذهب كيلومترات إلى البئر حتى أعبئ ماء في (قفة) خوص؟؟؟؟؟؟؟ " أنت قلت أطيعك.. و هذا طلبي" نادماً على ذهابه إلى الراهب.. قطع الشاب كيلومترات من مغارة الراهب البعيدة في الصحراء حتى البئر.. وأدخل ( القفة) إلى داخل البئر وأخرجها ممتلئة بالماء و لكن ما أن يتحرك أمتاراً قليلة حتى يكون الماء قد تسرب من فتحات "القفة" … كرر الأمر عشرات المرات وعندما تيقّن من أنه يستحيل أن يحتفظ الخوص بالماء .. رجع إلى الراهب.. " أطعتك ولكن بلا فائدة.. لا يوجد ماء في القفة.." نظر الراهب الي القفه قائلا .. " ولكن أنظر إلى القفة و أخبرني.. هل اختلف فيها شيء؟" بعيون مدققة نظر الشاب إلى القفة فوجدها مغسولة ونظيفة.. كانت متربة و متسخة و قذرة عندما أخذها من الراهب و الآن هي نظيفة… أجابه الراهب.. عقلك وروحك مثل القفة .. مياه القراءة تغسلها حتى لو لم تحتفظ بها في عقلك.. أذهب و أقرأ واطلب الفهم من الذي قال لك إقرأ.. و لكن لا تتوقف حتى لا تتسخ روحك و عقلك… ======== مع أزدياد الألم .. أعترف لك يا الله أن السلام تسرب من نفسي مثل الماء من الخوص.. و أنني لم أعد أفهم ماذا يجب أن أفعل.. و لكني على وعدك " ادعني في يوم الضيق.. فأنقذك " أدعوك و أنتظرك اقرأ كتابك و أنتظر خلاصك.. حتى لو لم أفهم الآن ما أنت تصنع و لكني أثق بك..
|
|
|
|
|
|
|
|
|