كارثة على ا لمسرح اللبناني "نحر لبيروت" |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
كارثة على ا لمسرح اللبناني "نحر لبيروت"
اكرم كمال سريوي "
ماذا يحدث في لبنان؟ سؤال بات يتردد على ألسن اللبنانيين، الذين اعتادوا على الفن الراقي والهادف، وأين دور أجهزة الرقابة، الذي كان دائما يتشدد بالحفاظ على القيم الاخلاقية، دون المس بحرية التعبير.
تجتاح اليوم لغة الشتائم، معظم المسرحيات اللبنانية، وهي لا تقتصر على هذا المستوى الهابط فقط، بل تتعدى ذلك لتلعب على وتر إثارة النعرات الطائفية، والكراهية السياسية، دون رادع، ودون تحرك للقضاء المختص.
ما يحدث في بعض المسرحيات اليوم "صيحة تُحمد من صوائح" فمشهد المصفقين أثناء عرض المسرحية، وطلاقة الممثلين من جماعة الشتامين، الذين لم يجدوا لهم مكاناً على خشبة المسرح الراقي، ولم يسمعوا تصفيقاً لهم سوى عندما يتحولون إلى شتامين يطلقون العنان لكلامهم النابي، يوضح المستوى الذي وصلت اليه هذه الطبقة، التي يجرفها تيار الشذوذ والسفالة، كما يجرف السيل النفايات المرمية على الطرقات، لتسد مسارب المياه، وتعوم عاصمة لبنان بفيضان الاهمال، الذي لا يرحم أحداً، فيغرق في وحوله كل من يقصد بيروت، ويمر على طرقاتها، والآن يغرق كل من يقصد مسارح بيروت، أو حتى يمر بقربها.
لا شيء يأتي من عدم، "فكل إناء ينضح بما فيه" ولا لوم ولا عتب على جاهل، قادته الصدف ليعتلي خشبة مسرح، او ليطل على شاشة تلفزيونية، لا تهتم سوى بعدد المشاهدين، تاركة خلفها كل القيم والمبادئ والأخلاق.
اذا اردت تدمير أمة، فأسهل الطرق لتحقيق ذلك، هو تدمير القيم الاخلاقية، والترويج لعادات السوء والفسق والشذوذ، وتحويلها إلى مجتمع خالي من القيم الانسانية والأخلاق، وعندها سيتكفل شعبها بتدمير كل شيء، على وقع الطبل والزمر والتصفيق الحار للشتامين، كما يحدث على مسرح "الفورم دي بيروت" اليوم، او بالأصح، مسرح نحر بيروت، التي كانت يوماً أم الحضارة والثقافة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|