كي لا يضيع لبنان "فرق عملة"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
نكاد لا نعلم إن عادت حقوق المسيحيين المستلبة، وأيضا حقوق السنة والشيعة والدروز وسائر طوائف لبنان، ولا نعلم أيضا كيف نوصل رسالة إلى القادة الأشاوس مفادها أن المطلوب استعادة حقوق المواطن الإنسان، وما عدا ذلك تجديف وهراء يبقيان التعصب حاضرا بما يؤسس لحروب مقبلة.
لا نذيع سرا إذا قلنا إن التفاهمات الطائفية أورثت لبنان حروبا قوضت دعائمه وحولته أوهى وأدنى مرتبة من جمهورية موز، وإذا عدنا إلى نشوء لبنان "بجناحيه" منذ ميثاق 1943 إلى اليوم نعلم كيف كنا نمهد لحروب منذ 1958 ووصولا إلى 1975، وزارنا الأسطول الأميركي مرتين واستدعينا وصاية سورية وكنا في الطريق لاستحضار وصاية عراقية، حتى كاد لبنان أن يكون ساحة لتصفية حساب بين البعث العراقي والبعث السوري، وزارتنا القوات المتعددة الجنسية، وقبل أن نحظى بنعمة الإستقلال زارنا الأسطول البريطاني ودمر أجزاء من بيروت، وغيره من أساطيل روسية وفرنسية وعثمانية.
في زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان الحاكم الفعلي للبنان سفير مصر في بيروت اللواء عبد الحميد غالب، هو من يعين وهو من يقيل، حتى اصطدم يوما بالشهيد كمال جنبلاط، ووصل صدى الخلاف إلى عبد الناصر فاستدعى جنبلاط وغالب إلى القاهرة للوقوف على حقيقة ما يجري، وعندما همّ غالب بالحديث قاطعه جنبلاط وقال "عندما يتعلق الأمر ببلدي أنا من يتحدث أولا"، وهذا مثال على أن قوى الخارج هي من كانت ممسكة بزمام الأمور، وقبل مصر كانت فرنسا حاضرة في تفاصيل السياسة الداخلية، إلى أن استقر الحال لسوريا فكان أن حكم لبنان من عنجر، وهناك كانت تشكل الحكومات، حتى وصل الأمر إلى أن من يدير البلاد ضابط برتبة عميد أو لواء.
فيما كان اللبنانيون تنتهك كراماتهم على الحواجز وأمام المقار السورية العسكرية، كان جل السياسيين يغمرون القادة العسكريين السوريين بفائض الحب، ولائم وسهرات حمراء وخطابات تمجد الرئيس الراحل حافظ الأسد بطل العروبة الأغر، وفي مرات كثيرة كدنا نظن أن السياسيين اللبنانيين أعضاء في القيادة القطرية والقومية لـ "حزب البعث العربي الاشتراكي"، ونحن ينطبق علينا المثل "كل مين أخد إمي بصير عمي"، ولا نزال جنود احتياط لدى أنظمة تتقن استغلال الطوائف والمذاهب في لبنان بما اكتسبت الأخيرة من خبرة في لعب دور وظيفي لصالح الخارج.
كل التفاهمات الطائفية لا تبني وطنا، وما هو قائم اليوم يؤسس لحروب مقبلة، وإذا ما نشبت حرب في المنطقة سيضيع لبنان "فرق عملة" والكارثة أن "الكل راكب راسو" ويريدنا أن نصدق تهويمات وأحلام متهورة، وكأن أزمة لبنان تختصر بحقوق ضائعة بين مسلمين ومسيحيين!
|
|
|
|
|
|
|
|
|