في عصر كورونا.. الكمامات تلاحق خطوط الموضة |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
كواقع محتم، فرضت الكمامات نفسها على البشر لتكون جزءا لا يتجزأ من تفاصيل حياتهم اليومية في ظل الدلائل على عدم انحسار لخطر تفشي جائحة كوفيد 19 من جديد في العالم.
إلا أن الكمامات باتت الآن تلاحق خطوط الموضة، وزاد الطلب على تصاميم بناء على أذواق الزبائن التي تطلب طباعة ملامح وجوههم أو وجوها مبتسمة أو شفاها حمراء كبيرة على كمامات تصنع من نوع من المطاط الصناعي القابل لإعادة الاستخدام.
ويقوم الزبائن في إندونيسيا بالطلب عبر الإنترنت وتحميل الصور التي يريدون طباعتها على الكمامات التي يستغرق إنتاجها بعد ذلك 30 دقيقة وتتكلف نحو 3.50 دولار.
وهناك أفكار مشابهة في أنحاء منطقة جنوب شرق آسيا. ففي الفلبين مثلا لجأ فني متخصص في المؤثرات الخاصة إلى صناعة كمامات مرعبة، وفي تايلاند تعكف سيدة على تصميم واقيات للوجه مطبوع عليها شخصيات من أفلام الكارتون والسينما.
وتلاقي تصميمات من النسيج المنقوش رواجا في ماليزيا والتي لا تلزم السلطات المواطنين فيها باستخدام الكمامة لكن معظم الشركات والمكاتب تُلزم عامليها بوضعها.
ولدى مصمم المنسوجات الماليزي حافظ دراهمن كمامات مصنوعة من القطن الناعم وتحتوي على جيوب اختيارية لإضافة الفلاتر وينتجها من مخزوناته من الأقمشة المزينة والمنقوشة.
ومنذ أن فرضت الحكومة الفرنسية على المواطنين ارتداء الكمامات في وسائل النقل العام بعد تخفيف إجراءات الإغلاق في 11 ايار (مايو)، سعى الباريسيون إلى التخلص من الكمامات الطبية التقليدية ذات اللون الأزرق الشاحب، من خلال ارتداء تصاميم أنيقة لتلك الكمامات لحاقا بخطوط الموضة العصرية من جهة ودرءا من وباء كورونا المستجد.
ففي العاصمة باريس، يبيع إريك شايكس، وهو أحد مصممي الأزياء العالميين، نماذج راقية من تصاميم الكمامات المصنوعة من قماش الدنيم الرمادي الفحمي، وقماش الباتيك.
وتلبي التصاميم طلبات الأسواق المحلية من جهة والخروج عن التصاميم التقليدية للكمامات ذات الطابع الطبي، بـ"إضافة القليل من الخيال".
من جهة أخرى، قال توماس ديليز، الذي يدير شركة بونتيري تشانتيكلير إحدى الشركات المصنعة للكمامات، التي أقرها الجيش الفرنسي، إن شركته تلقت العديد من المكالمات تطلب كميات من إحدى الكمامات ذات جودة الترشيح العالية المنتجة في المصنع.
وتقوم الآن الشركة بصناعة 44 نموذجا من هذه الكمامات، منها ما هو بتصاميم خطوط بريتون كتلك التي ترتديها البحرية الفرنسية والتي يقول مدير الشركة إنها بيعت خلال نصف ساعة فقط.
ويمثل ارتداء القناع في فرنسا جدلا من نوع خاص". إذ يرى البعض أن الوجه المكشوف للفرنسيين يمثل الحداثة والتحرر من الوصفات الدينية أو الأبوية وغيرها.
يقول فريديريك كيك، عالم الأنثروبولوجيا لصحيفة اللوموند إن أدبيات التنوير التي حققتها الثورة الفرنسية كانت تقوم ضد ارتداء الأقنعة التي كان يتزين بها الأرستقراطيون. ومع ذلك، تبنى الباريسيون التوجه الجديد بكل حيوية.
يقول جين بول غالتيير أحد المصممين العالميين إن الكمامات زي جديد ببيان جديد.
فقد تكون الكمامات المصنوعة في المنازل قد تكون شكلًا من أشكال التمرد الصامت في فرنسا على تعليمات الأنظمة الفرنسية السابقة التي تدعو لعدم ارتداء أغطية أو أقنعة للوجه. ومعروف أن الباريسيين يتمتعون بتاريخ طويل من أساليب التحدي حتى في أوقات الكوارث.
ففي فرنسا ما بعد الثورة، يقال إن الأرستقراطيين الذين فقدوا أقاربهم تحت أسنة المقاصل الفرنسية كانوا يقيمون ما يسمى بـ "حفلات الضحايا الراقصة "، والتي كانت النساء تربط خلالها وشاحا أحمر حول العنق للتنديد بفقدان ذويهم.
وقد لا تكون الكمامات في عصر كورونا محض اختيار للمرء، لكن الباريسيين باتوا يقومون بتحويلها إلى شيء من قبيل الاكسسوارات الاختيارية.
سكاي نيوز -
|
|
|
|
|
|
|
|
|