الإستقلالُ الثالثُ إستقلالٌ عن الفاسدين... ومقاضاتِهم ونضالٌ لاسترداد المال المنهوب |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
"عيد بأيةِ حالٍ عدت يا عيد..." ستة وسبعون عامًا على الإستقلال الأول: إعتقلت سلطات الإنتداب الفرنسي رجال الإستقلال، لكنها تحت ضغط الشعب اللبناني وتدخل الدول، أُرغمت على إطلاقهم في 22 تشرين الأول 1943، فكان يوم الإستقلال: رجالٌ كبار وقفوا في وجه الإنتداب وقالوا لا لفرنسا التي تركت في بلادنا أثرًا ثقافيًا فرنكوفونيًا حضاريًا. *** من العام 1943 إلى العام 1975، عاش لبنان في ظل "الإستقلال الأول": 32 عامًا من "العصر الذهبي" للبنان إلى درجة أنه لقب بـ "سويسرا الشرق": قوانين، مؤسسات، مطار، مدينة رياضية، نظام، سياحة، خير وبركة في التجارة، كهرباء، دولار أميركي يساوي ليرتين لبنانيتين وربع ليرة. لا أحد كان يبيع ويشتري بالدولار، كله بالليرة اللبنانية وبالقروش، لم تكن كلمة "دولة" قد دخلت إلى سوق "التداول الكلامي": كان الناس يبدأون يومهم بعبارة "يا فتَّاح يا رزَّاق" ويُنهون يومهم: "شكرًا لكَ يا الله"... كان الناس يخافون ربهم. في العصر الذهبي الذي امتد 32 عامًا كانت هناك "دولة" بكل ما للكلمة من معنى: كانت "الفرقة 16" تُرعِب "أكبر رأس"، وكان المخالِفون يعدون للمليون قبل ارتكاب مخالفاتهم. شابت هذه المرحلة بعض الأحداث لكنها لم تؤثر على زخم الإستقلال الأول، إلى ان اندلعت الحرب وبدأت تنتهي تدريجًا مرحلة الإستقلال. إمتدت هذه الحقبة السوداء من 1975 إلى 1990 لتبدأ بعدها مرحلة "الإستقلال الثاني" أي استقلال لبنان ما بعد اتفاق الطائف: في الإستقلال الثاني تغيَّر كل شيء: لا رجال الدولة عادوا رجال دولة ولا الإدارة كانت الإدارة ذاتها ولا تطبيق القوانين كان كما في الإستقلال الاول. ومع ذلك كانت مرحلة "الإستقلال الثاني" مرحلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي حلِم ببناء دولة ما بعد الحرب... "نجح في اعمار البلد لكنه لم ينجح في بناء الدولة". كان أخطبوط الفساد أقوى من الجميع أو أن الجميع أرادوه ان يكون قويًا. كان البعض يعتقد ان الفساد جزء من "عدة الشغل" لكن البعض الآخر اعتبره أنه الشغل كله. بدأت مرحلة الإعمار وبدأ تنِّين الفساد يكبر: لا تلزيم من دون رشاوى، لا مناقصات من دون رشاوى، حتى بعض القوانين التي تمَّ سنها جاءت على قياس مصالح ومشاريع غب الطلب... كان يوضَع المشروع ثم يوضَع القانون على قياسه. وهذه طريقة في سن القوانين لم تشهدها حتى الدول الأكثر تخلفًا. *** استُشهِد الرئيس رفيق الحريري، انسحب الجيش السوري من لبنان، تسلَّم اللبنانيون دون غيرهم زمام الأمور، تفاعل الفساد بشكلٍ غير مسبوق... حصل فراغ رئاسي ثم حصلت مراوحة في تشكيل أكثر من حكومة، وصل الإستقلال الثاني إلى خريفه، زمنيًا وسياسيًا، فالخريف الذي يبدأ في تشرين الأول كان فيه الإستقلال الثاني يلفظ انفاسه الأخيرة. وكان 17 تشرين الأول، وكان الإستقلال الثالث. وإذا كانت هناك من تحية يجب ان تُعطى، فهي للجيش اللبناني وعماده، العماد جوزيف عون وقيادته وضباطه وعناصره، فهو الذي بلسم الجراح. الإستقلال الثالث هو استقلال عن الفساد والفاسدين، هو العودة إلى "روح الاستقلال الاول" إلى البحبوحة إلى القيم إلى الأخلاق إلى السلوك الحسن. *** ولكن حذار، الاستقلال الثالث يتناتشه اليوم دخول طوابير بين الشعب وقوى إقليمية وقوى عظمى، وهنا مسؤولية شعب الإنتفاضة مضاعفة، المطلوب إيجاد الأطر القانونية الحديثة عبر: 1- حكومة تتبنى مسبقاً كل المطالب المعيشية المحقة. 2- التركيز على استعادة أموال الشعب المنهوبة دون مهاودة. هذه الاموال يقتضي استرجاعها الى خزينة الدولة الحديثة الشفافة لتأمين كل مستلزمات المطالب المعيشية المحقة: لشعب لبنان المناضل ضد الفساد والفاسدين.
|
|
|
|
|
|
|
|
|