الى شعب الانتفاضة... 2/2 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الأنظمة والدول، كالأفراد، تحصد ما تزرعه، فإذا زرعت خيرًا تحصد خيرًا، وإذا زرعت سوءاً تحصد سوءًا. هذه قاعدة لا يختلف عليها إثنان لا في علم السياسة ولا في علم الإجتماع. منذ ما بعد الطائف لم يشعر اللبناني إلا بالسوء الذي تعرَّض له على مدى العهود والحكومات المتعاقبة... تنكيلٌ مستمر لا هوادة فيه: لا فرص عمل. هجرة شباب. هجرة أدمغة. المشاريع والتلزيمات والمناقصات هي أشبه بالعقود بالتراضي أكثر منها مناقصات بمعايير علمية. وغيرها وغيرها من الممارسات التي يمكن أن يُقال عنها كل شيء إلا أنها ممارسات تقوم بها دولة وفق أنظمة محترمة. *** كل هذا الإحتقان انفجر منذ 17 تشرين الأول الفائت: لو أن البلاد كانت بألف خير، لكان فرض ستة دولارات على "الواتس آب" قد تم واستدعى إجراءات من الحكومة. لكنه كان نقطة المياه التي فاض بها الكوب. قبل ذلك، كان الإحتقان سيد الموقف في كل الملفات: تندلع حرائق فيكتشف اللبنانيون أن طائرات الإطفاء معطلة لأن الحكومات المتعاقبة لم تدفع كلفة صيانتها. مَن يتحمَّل المسؤولية؟ فُتِح تحقيق، وها قد مر قرابة الثلاثة أسابيع على فتح التحقيق لكنه أين أصبح؟ *** تندلع أزمة محروقات بين الشركات المستوردة والمصارف ونقابة الموزعين والمحطات، وكل ذلك بسبب شح في الدولار الاميركي، يقف المواطنون طوابير أمام محطات المحروقات، في استعادة للبهدلة التي مروا بها في سنوات الحرب، فمَن يحاسب المعنيين بالتسبب في شح الدولار؟ وكذلك الأمر تندلع أزمة قمح فتستنفر الأفران، فمَن المسؤول؟ يلوِّح مستوردو الأدوية بوقف استيراد الادوية، فيعلق المواطن بين حاجته إلى الدواء وبين عدم توافره في بعض الأحيان. هكذا عُلِّق المواطن على "جدار التنكيل السياسي والحياتي والمعيشي" من دون ان يكون قادرًا على فعل أي شيء. *** في هذه الأجواء من الإحتقان بدأ الحِراك يوم 17 تشرين الأول الفائت. إستخفت السلطة بما حصل، لم تُعرْه أي أهمية أو اهتمام، لأنها لم تكن تعاني مع شعبها، كان كل همها كيف تضع يدها على التعيينات وعلى تقاسمها، وعلى صرف الموازنات للأسفار التي هي أقرب إلى "التنفيعات" منها للأَسفار الضرورية. الشعب كان يئن من شدة التنكيل، فتحوَّل الحِراك سريعًا إلى انتفاضة، وهو اليوم يقف بين الإنتفاضة والثورة. لماذا؟ لأن الشعب وصل إلى مرحلة لم يعد معها يتحمَّل أي شيء. وأكثر ما كان يؤلم هذا الشعب انه بات يشعر بأنه لم يعد قادرًا على التأقلم والتعايش مع هذه السلطة خصوصًا انه بات يرى أنها لا تؤمن له حقوقه. كذلك باتت هناك ريبة في كل ممارساتها. *** ولعل ما يثير الريبة في ممارسة السلطة تجاه شعبها أن كل باب من أبواب إراحة البلد، تأخذه السلطة في اتجاه آخر هو اتجاه المصالح الشخصية وليس مصالح الشعب أو البلد. على سبيل المثال لا الحصر، أين أصبحت مسألة التنقيب عن الغاز؟ لماذا في كل مرة يجري تقدُّمٌ في هذا الملف، يتوسع الحديث عن: "هذا بلوك إلي، وهذا بلوك إلك"؟ منذ متى تكون البلوكات غنائم؟ في أي عصر تعيشون يا سادة؟ هل بلغكم أن هناك انتفاضة؟ *** للسلطةِ نقول: لا ينفعُكم تضييعُ الوقتِ ولا تراهنوا على تعبِ الشعبِ، ولشعب الانتفاضةِ، نقول: أسقطوا رهانَ السلطةَ وأصمدوا... فالنصرُ ساعةُ صبر.
|
|
|
|
|
|
|
|
|