الطريق إلى الوطن... مقفلة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لم تُـخفِ قوى السلطة تذمرها من قطع الطرق، ولم تـرَ في حراك الشباب والشابات والأمهات والآباء إلا ما يمكن أن تنفد منه لتشيطن "ثورة الناس"، واصفة المعتصمين بـ "قطاع طرق"، فيما هي، أي السلطة بكل مكوناتها، قطعت وما تزال "طريق الأمل" عن الناس، وهو الطريق ذاته المقطوع منذ ثلاثين سنة ويمنع اللبنانيين من الدخول إلى الوطن، لأنها وبكل بساطة تريدهم جزءا من إقطاعاتها واستثماراتها، ثلاثة عقود مضت صادرت السلطة خلالها الطرق والمعابر المفضية إلى دولة المواطنة، دولة العدالة والمساواة، وتريد للناس ألا يتذمروا ويرفعوا الصوت ويقطوا الطرقات أيضا!
تريد السلطة تصغير "ثورة اللبنانيين" وحراكهم إلى فوضى وقطع طرقات و"عناصر مشبوهة"، علها بذلك تتلطى خلف إخفاقاتها وفشلها وفسادها، وتريد اليوم تحميل تبعات واقع اقتصادي متهالك إلى الناس، وليس ثمة من لا يعلم أن في كل تجمع ثمة مندسون وأزلام وقطاع طرق حقيقيون، وبعضهم من زبانية السلطة ذاتها، من بعض أحزابها، وهي حاولت بث السموم وتشويه الحراك منذ اليوم الأول لانتفاضة 17 تشرين، ولم تفلح، وكان من "باب اللياقة" أن تدين منابر السلطة من سحل المواطنين وضربهم بالعصي في عدد من قرى وبلدات لا يزال هناك من يظن أنها مناطق نقية الولاء له، فعن أي تسكير طرقات يتحدثون؟
لا نروج لقطع الطرقات ولا لأي ممارسات مسيئة، لكن ألا يطرح التأخر في بدء الاستشارات النيابية الملزمة أكثر من علامة استفهام؟ وتاليا، من يستسهل اللعب في الوقت الضائع بعد أسبوع كامل على استقالة الحكومة؟ ولماذا تتوقف عجلة الدولة لتعويم من لفظهم الشارع من مختلف القوى والأحزاب والتيارات السياسية؟ وهل تظن السلطة ومن يتباكون عليها اليوم أن ما بعد السابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) لن يكون كما قبله، وأن لبنان أمام منعطف تاريخي.
لا تريد السلطة استيعاب بعض الحقائق والتطورات الأخيرة، ولا الإقرار بهزائمها المدوية، ولا تزال تؤثر التمويه والتعمية، وتعيش في غربة عن شعبها الذي اتخذ قرارا بالتغيير ومحاربة الفساد بعد أن عجزت هي عن تحقيق ما كان مأمولا منها، وإلا ما معنى التمهل أسبوعا كاملا لبدء الاستشارات النيابية في مَا بدا أنه "قطبة مخفية" لن تكون بأكثر من مضيعة للوقت؟
ما بات مؤكدا، أن هناك من "يدرس" اليوم الخيار البوليسي، وثمة تهديدات وصلت وتصل للمعتصمين، والأخطر ما يجري التخطيط له لفض الاعتصامات بالقوة عبر عناصر "مدسوسة" وهو الخيار الذي سيقود البلاد إلى الفتنة، خصوصا وأن بعض قوى السلطة حسمت أمرها في مواجهة الناس، وثمة نية مكشوفة لاستدراج لبنان الى العنف لتبرير استخدام القوة، ما يُبقي الطريق إلى الوطن... مقفلة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|