لاستعادة الدولة من تجار السياسة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
والآن إلى أين وماذا بعد؟ لعله السؤال الأهم في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، لا بل هو السؤال الأخطر في هذه اللحظة المسكونة بالخوف والقلق، وسط حاضر ضبابي يحجب الرؤى والتصورات، لا سيما منها ما هو قابل للحياة سبيلا وحيدا لمواراة فشل الجميع وتجاوز إخفاقاتهم، بينما تظل ثمة بقعة ضوء، وإن خافتة، لكنها تُبقي الأمل حاضرا، خصوصا وأن هناك ملاذا آمنا للوصول لغد على قامة أحلام اللبنانيين، ولا منجاة دون التفكر والتعقل والمضي نحو ما يجدد الثقة بوطن ودولة ومؤسسات، وهذا أقل الإيمان، ولا من يطلب ويطالب بأكثر.
ما وصلنا إليه لا يعفي أيا من السياسيين من فشل وسقوط في وهدة الفوضى ونحن نعيشها، كما المواطنين، إحباطا وخيبة، فيما المستقبل قاتم على حلكة شديدة، وحتى إشعار آخر، والجميع يكابر دفاعا عن قناعات يبدو أنها بحاجة لإعادة نظر، والشروع فورا بتقييم ما حصل وتبني مقاربات موضوعية للتطورات الأخيرة، وإن كان مثل هذا الأمر غير وارد في أجندات السياسيين، فالتموضعات على حالها، والناس في عالم آخر، سبقوا أهل السياسة وحلقوا عاليا في فضاء أحلامهم، ما يعني أن لبنان محكوم بالانتظار القاتل، وهذا مبعث تشاؤم وانكسار.
لبنان إلى أين؟ لا زال ثمة متسع من الوقت ليتلقف الجميع المسؤولية وأخذ المبادرة للإنقاذ، بعيدا من تحشيد الساحات وإقفال الطرق مقدمة لدورة جديدة من العنف والعبث، وهذا ممكن بقليل من التواضع، ما يقتضي أولا تغليب لغة العقل، لا التذاكي على الناس، وهم ينتظرون ما يعزز ثقتهم بالسلطة، أو باستعادة هذه الثقة، أقله من قبيل ملاحقة من أهدر ونهب المال العام، وهذا الأمر كان من المفترض أن يسبق استقالة الحكومة، وكان من المفترض أيضا إطلاق يد القضاء في وقت شعر فيه المواطن ألا تغيير في مسار بناء الدولة، بعدها يصبح تأليف الحكومة تفصيلا، وهذا ما لم يحصل لاعتبارات وأسباب ستظل العقبة الأساس في مواجهة مجمل ما آلت إليه الأزمة الراهنة.
لا الشارع يعالج أزمة، ولا التحشيد تأييدا واعتراضا يفضي إلى الحل المنشود، أما وقد تطورت الأمور إلى ما ينبىء بتضارب الشوارع، فالأمر جلل، وأول المطلوب الحوار والبحث عن آلية واضحة للمعالجة، تنطلق أولا من تحرير القضاء بشكل كامل من نفوذ وسلطة السياسيين، وترسيخ هذه السلطة مدخلا لبناء وطن لا إقطاعات طائفية متناحرة، ومن ثم الإتيان بحكومة تنحصر مهامها في مكافحة الفساد واستعادة الدولة من تجار السياسة، فلبنان هو الآن قاب قوسين أو أدنى من الانهيار والفوضى!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|