تحصين الإستبداد... وتعزيز الهدر والفساد! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
لبنان بألف خير فلا تصدقوا الشائعات ولا تُـــنْصتوا لمروِّجيها، وهم معروفون، إذ يكفي أن تنظر في وجه مواطن آدمي حتى تتأكد من أن الخير وفير، لكن ثمة غرفا سوداء تحوك في كل ثانية مكيدة وتنسج مع كل إطلالة صباح مؤامرة.
يُحكى أن أزمة المحروقات سببها ما يحدث من توترات قرب باب المندب، أما باب الفرج فما زال موصدا، خلاصة القول، لا أزمات في لبنان، كل ما في الأمر أننا نتعرض لمؤامرة كونية تقف وراءها الدول العظمى، الولايات المتحدة الأميركية، روسيا الإتحادية وجمهورية الصين الشعبية، ويبدو أن كل العالم اجتمع ضد لبنان من حسَدٍ وغيرة، وثمة من لم يرُقْ له نجاح النموذج اللبناني في علوم الاقتصاد وتحقيق الثروة بفائض يتخطى مؤشر الرفاهية والبحبوحة بالمقارنة مع سائر دول العالم، فراح يكيد المكائد.
في المقابل، هناك من بدأ يدرس النموذج اللبناني في مجال الاقتصاد السياسي ليفك عقدته المالية، ويحاول دراسة هذا النموذج الفذ، من أجل أن يفهم كيف يتحول بلد من غارق في الديْن إلى بلد بثروة فائضة، وذلك قبل أن يبدأ باستخراج الغاز من بحره النظيف من مخلفات البلاستيك والصرف الصحي، فيما ثمة دول أيضا هي اليوم بصدد تبني الخطة الوطنية اللبنانية لإدارة النفايات، بعد أن استوقفها نموذج المكبات العشوائية، وقد تحولت "قناديل" ملتهبة ليلا ترصِّع أرضه ويمكن مشاهدتها من على متن المحطة الفضائية الدولة، بعد أن توالف الميثان والأوكسيجين وخرجت النار من تلقائها من باطن الأرض، فحدثت الأعجوبة وتحقق اللامعقول، ودائما على طريق الإستقامة والإستدانة.
نفتش عن أمر واحد إيجابي فلا يبقي في أيدينا سوى الرمل يتناثر كل حبةٍ بخيبة، والسياسة في لبنان غدت مثل سفرجلة كل عضة بغصة، ونحمد الله أن ثمة حصانات كتلك التي تكرست في مطلع القرن التاسع عشر في أوروبا، وإن تبدلت وجهة استخدامها لبنانيا من حصانة لحماية حق المسؤول في التعبير عن آرائه وحمايته من ظلم وجور الملوك وطغيانهم إلى حصانة حداثوية لتحصين الإستبداد وتعزيز الهدر والفساد.
لبنان بألف "خير"، ما يهدده فقط إشاعة أو شائعات تقض استقراره وأمنه وأمانه، نشكر جهودكم الجبارة على إنجازات حضارية، ونرفع القبعة لخطوط حمراء تمنع محاسبة مسؤول، وتُبقي الفساد "داشرا" إلى يوم القيامة، وعلى الناس أن يتنسكوا بالفقر والفاقة طمعا بآخرة، وعلى المسؤولين أن ينعموا بالدنيا والتنعم بمالها.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس " جمعية غدي "
|
|
|
|
|
|
|
|
|