الطوفان قادم... ولا سفينة إنقاذ! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
عسى أن يبدأ هذا الأسبوع بما ينتظره الناس من خطوات وتدابير تعيد بعض الاستقرار السياسي والمالي المفقود، وعسى أيضا أن تُطوى كل ما شهدته الساحة المحلية من فوضى، بعضها مفتعل وبعضها الآخر غير منفصل عن تعمق الأزمة الاقتصادية وانفلاشها لتطاول مختلف قطاعات ومرافق الدولة، من المحروقات إلى الطحين إلى الدواء إلى التهريب وسط تفلت الأسواق نتيجة الضغط المالي الذي تشهده الليرة، ما دفع تجار العملة لتوظيف الأزمة وتحقيق مكاسب، ما أعاد إلى الأذهان ما شهدناه في محطات سابقة مع استشراء "الدولرة" والعبث بالأمن الاجتماعي للدولة والناس.
أما إذا استمر التساجل على نحو ما شهدناه مع نهاية الأسبوع الماضي، فلا أمل يُرتجى، وستكون أية إجراءات منتظرة دون ما هو مأمول وطنيا، ذلك أنه عندما تواجه أي دولة استحقاقات داهمة وخطيرة يتكتل الجميع للمواجهة بروح واحدة وإرادة واثقة، إلا إذا ظل لبنان استثناءً فاضحا، انطلاقا من انقسامات ما جلبت له إلا الكوارث والويلات، ولنا في هذا المجال أكثر من مثال وفي أكثر من استحقاق.
لا يختلف اثنان على أن لبنان يمر في ظروف اقتصادية ومالية صعبة ودقيقة وخطيرة أيضا، وأنه يواجه تبعات تركة الفساد منذ ثلاثة عقود، لكن ذلك لا يعفي الدولة اليوم من مسؤولياتها حيال استمرار الفساد، خصوصا وأننا لم نشهد خطوات بحجم الماثل من أخطار وتحديات، كما أن ليس في مقدور أي فريق سياسي أن ينأى بنفسه عن حقيقة ما يجري، فالكل يتساوى بالمسؤولية طالما أن الجميع شركاء في إدارة البلاد، وتبقى ثمة آمال كبيرة معلقة على ما سيتخذه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من إجراءات وتوجهات عامة، لا سيما وأنه كثف في اليومين الماضيين اتصالاته، وسط توقعات بأن تكون هناك انفراجات على أكثر من صعيد.
وبالتوازي، وفي سياق الخطوات الإنقاذية المرتقبة، تنتظر الأسواق المالية ما سوف يصدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من تعاميم يوم غد الثلاثاء، الأمر الذي من شأنه أن يضع حدا نهائيا لأزمة المحروقات الأخيرة، فضلا عن معالجة قضيتي الدواء والقمح، فيما لو وافقت النقابات المعنية ولاقت الحاكم عند حدود الهواجس الحاضرة، خصوصا وأنه لم يتسن لمسؤولي النقابات المعنية لقاء سلامة، وهي تلقت هذه المعلومات تواترا، وعبر وسطاء وفي تقارير اعلامية.
في مطلق الأحوال، هناك توجهات لدى السلطة يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة إذا ما توافق أركانها على حد أدنى من تفاهمات تفضي إلى إراحة الساحة المحلية والنأي عن الصراعات، وإلا فالطوفان قادم وهذه المرة... لا سفينة إنقاذ!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|