"زلزال إنتخابي" في تونس... إقصاء أحزاب السلطة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– محرر الشؤون العربية والدولية
وحدها تونس تحلق في فضاء الديموقراطية وترسخ قيما غابت عن كافة الدول العربية، وحدها تنشر عبق ياسمينها بما يفيض من عطر يديها، وحدها لا نظير لها تغادر أوثانها، تنفض عنها غبار الجهل وتمحو أدران الجهالة، تونس الخضراء لا شيء يشبهها، متفردة، شامخة، ترابض أبدا على تخوم الأمل، وتمدنا بقوة الإيمان أن نغادر نحن أصنامنا، نحن العرب نرزح تحت نير الاستبداد والظلم من المحيط إلى الخليج، دولا من "كرتون" وموز وخردة.
أنّـــى كانت نتائج الانتخابات فقد فازت تونس، وتمكن الناس من إقصاء رموز الفساد والتعصب، فتصدر الأكاديمي المستقل قيس سعيد بنحو 19 بالمئة من الأصوات حتى الآن، تلاه رجل الأعمال نبيل القروي (مسجون حاليا على ذمة قضايا فساد) بنسبة 15 بالمئة، أما المفاجأة المستحقة فجاءت مدوية مع تخلف مرشح حركة النهضة (التيار الإسلامي) عبد الفتاح مورو، إذ حل ثالثا بـ 13.1 بالمئة من أصوات الناخبين، وهذا يعني مبدئيا، أن تشهد تونس انتخابات الإعادة بين سعيد والقروي، بانتظار معرفة النتائج النهائية الرسمية يوم غد الثلاثاء.
في قراءة أولى للنتائج يمكن التأكيد أن ثمة "زلزالا إنتخابيا" سيمهد الطريق لإبعاد الطبقة السياسية، وهذا ما عبر عنه صراحة أحد المحللين السياسيين العربي لصحيفة "لوموند" الفرنسية، لافتا إلى أن هذه النتائج تعكس ما وصفع بـ "عقوبة قاسية لأحزاب النظام"، وقد منيت بالفعل هذه الأحزاب بهزيمة نكراء ومستحقة، وليس أمرا عاديا وعابرا إقصاء مرشح "حركة النهضة" الحاكمة في تونس منذ 2011، وكذلك الأمر بالنسبة لوزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي 9.4 من الأصوات، ورئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد بـ 7.5 بالمئة من مجموع أصوات الناخبين.
لن يكون المرشح المتصدر قيس سعيد الخيار الأمثل لتونس الغد، وهنا لا نتحدث عن الأشخاص وإنما عن الآلية الديموقراطية وقدرة الشعب التونسي على المحاسبة عبر صناديق الإقتراع، ويعتبر سعيد واحدا من المرشحين المحافظين خصوصا في مَا يتعلق بمواضيع رفع عقوبة الإعدام وإلغاء عقوبة المثلية الجنسية، فضلا عن رفضه مبدأ المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، علما أن مسألة الميراث تعتبر من المسائل الشائكة التي تثير جدلا واسعا في تونس.
نعلم أن تونس تستحق أكثر، غير أن من أقصى الطبقة السياسية الحالية سيكون قادرا في الغد على إقصاء من لا يؤكد أهليته لحكم تونس، لتحقيق نمائها وتطورها وازدهارها، وما "الزلزال الإنتخابي" إلا نذير خير لغد أفضل!
|
|
|
|
|
|
|
|
|