"خارطة" روائح الزبالة من المطار إلى الجنوب! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
ما إن تطأ قدماك أرض المطار حتى "تستقبك" روائح كريهة، تحار في معرفة طبيعتها، فهي خليط بين مخلفات المسالخ والنفايات "المخمرة" والصرف الصحي "الممتاز"، ولكن بحكم موقع المطار فهي كل ذلك، فالمسالخ غير بعيدة، و"الكوستابرافا" كذلك، فضلا عن منطقة الغدير وجوارها، وفي لحظات تتساءل، ألم يشم المسؤولون الروائح قبيل المغادرة أو الوصول في جولاتهم الخارجية؟ وماذا عن الجهة المسؤولة في المطار؟ ألم تلحظ هذه المشكلة وترفعها إلى الجهات المعنية المختصة لإجراء المقتضى؟ وهل أخذت وزارة السياحة العلم بأن واجهة لبنان تكاد تكون موبوءة خصوصا عندما تسوق للبنان، بلد الجمال وطيب الهواء والمناخ؟
وأنت تغادر المطار إلى الجنوب تظن أنك انتهيت من "قطوع" الروائح، وما هي إلا لحيظات قليلة، حتى تلعن الساعة التي فتحت فيها نافذة السيارة، خصوصا عندما تصل إلى أتوستراد خلدة وتمر في النفقين المتجاورين، هنا، الرائحة "معتقة"، و"يا ويل" من تعطل في سيارته مكيف الهواء، ولكم أن تتخيلوا "الشوب بريحة"، وما على المرء إلا أن يخالف ويمضي بأقصى سرعة مسجلا الـ 12 كلم "برياحة وأريحية وريحة"، ويظن للوهلة الأولى أن "قطوعين ومرقوا".
ويخيب ظنك بعد أن تطل إلى مشارف الدامور، إذ تبدأ رائحة من نوع آخر "بطلها" هذه المرة معمل الجية الحراري لتوليد الكهرباء و"الموت"، وهنا ثمة تلوث بصري عبر "دواخين" تنفث دخانا أبيض أو مائلا إلى البني وأحيانا أسود، حسب نوعية الفيول أويل، ربما، وما هي إلا دقائق قليلة حتى تعود إلى ما كنت عليه ساعة مررت بخلدة وجوارها، نفايات متجمعة على جانب الطريق، وفي مرات ثمة "مجهولون" يضرمون فيها النار.
هنا، تظن أنك تجاوزت "الخطر الروائحي" فتتنفس الصعداء وتفتح زجاج السيارة لتتمتع هنيهات برائحة البحر عن يمينك، لكن أنت لا تعلم أن ثمة مكبات جديدة استحدثت وتحولت محارق في الهواء الطلق، فمع اقترابك من جسر الأولي عند مدخل صيدا يفاجئك "الضباب"، فتضطر إلى تخفيف السرعة، خصوصا مع انعدام الرؤية، ليتبين أن "الضباب" ما هو إلا دخان تصاعد من مكب مشتعل قبل نحو مئتي متر من ملعب صيدا البلدي، والأنكى أن الزبالة المشتعلة تم تجميعها بمحاذاة الطريق وغير بعيد من الشاطئ.
من صيدا إلى صور، تتوالى المشاهد النافرة، مكبات منتشرة، بعضها خامد وبعضها ينفث دخانا مثل براكين تتهيأ لقذف الحمم، ويمكن لأي مواطن وصل إلى مطار بيروت وتوجه إلى الجنوب أن يرسم خارطة لروائح المكبات وغيرها من صرف صحي وتلوث صناعي، على الأقل يتسلى ويقدم في الوقت عينه ما يفيد الدولة بمثل هذه الخارطة، قبل أن يقرر مغادرة لبنان ذهابا دون إياب!
|
|
|
|
|
|
|
|
|