ننتظر طحينا! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
حتى الآن، وفي حدود كبيرة، نجح مسار المصالحات، أي في مدى ما تحقق، تفاهما وتنسيقا، بين قوى سياسية كادت بخلافاتها أن ترهن البلد للمجهول، لا نقصد قوى بعينها، فأجواء التصعيد لم يكن ثمة من هو بعيد عنها ومساهم فيها، بمعنى أن "الكل كفّى ووفّــى" وليس هناك "من قصّر".
لكن ما يعنينا في هذا الأوان أن تعود الدولة للدولة، أي أن ينضوي الجميع في رحابها، وهذا ما يتطلب بلورة تصورا نهائيا حيال السبل المفترض التزامها دحضا لمقولة "لبنان المزرعة"، وهي مقولة نسمعها على كل شفة ولسان، وإن كان هناك من يأنف إيرادها في أدبياته السياسية.
لم يعد بالإمكان التراخي والاستمرار في تأجيج الخلافات الداخلية، وما تحقق في الأيام القليلة الماضية يعكس بعض صحوة لدى الجميع، وهذا ما هو مطلوب اليوم وبإلحاح قبل أن ينهار البناء، فكل موقف لا يتسم بقدر كبير من المسؤولية يزيد التصدع، فيما يتطلع اللبنانيون إلى رأب ما تصدع طوال ثلاثين عاما ونيف، وهذا أمر يستحضر إرثا ثقيلا من الفساد والفوضى، لكن المهم أن نبدأ من مكان ما، وهذا ما تلمسناه في ظل أجواء التهدئة، ولكن ننتظر المزيد، خصوصا وأن ما تحقق إلى الآن لا بد وأن يستكمل ليشمل سائر القوى السياسية دون استثناء، لنتيقن ونتأكد أن لبنان في طور التقدم بعيدا من مقولة "المزرعة" وإقطاعاتها.
لكن من جهة ثانية، هل كان ثمة حاجة للخلاف والتراشق ورفع منسوب التوتر وتخطي سقف الخطاب بين سائر المكونات اللبنانية؟ وكيف يمكن أن تنضبط الأمور في سياق هدوء تام يمهد لاستقرار دائم؟ وهل فعلا استخلص المسؤولون العبر في وقت يضيق في الخناق على اللبنانيين بلقمة عيشهم وسائر مقومات حياتهم من الصحة إلى التربية والبيئة وغيرها؟
نطرح مثل هذه الأسئلة لأنها تعكس بعضا من هواجس وتوجسات، خصوصا وأننا وصلنا إلى طريق مسدود، وبشكل خاص اقتصاديا وماليا، في وقت نجد فيه العالم مستعدا لمساعدة لبنان للخروج من أزمته، وهذا ما تأكد في مَا قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الحكومة سعد الحريري "نحن في فرنسا حريصون على مقررات (سيدر) وعلى لبنان وعلى زعماء لبنان ان يبدوا حرصا مماثلا"، وهذا ما سبق وأن رددناه مرارا وتكرارا بأن على اللبنانيين أن يكونوا مع أنفسهم أولا ليكون العالم معهم.
بالتوازي، يتطلع اللبنانيون إلى ما أبداه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من تصميم في سبيل الدفع بالوضعين الاقتصادي والمالي نحو النهوض، وننتظر طحينا مع بداية هذا الأسبوع، ونتائج تبدد المخاوف!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|