استعدوا ... فالحرب قادمة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- اكرم كمال سريوي
توقف القصف على الحدود الجنوبية، وبغض النظر عن المقالات والمخيلات، التي فبركت تقارير عن تدخل وسطاء، واتفاق مسبق على حجم رد المقاومة، على الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة، والتي استندت بمعظمها الى عدم وقوع إصابات في جنود العدو، وابتسامة نتنياهو وهو يُعلن ذلك، فان الحقيقة هي مختلفة كلياً.
في عام ١٩٦٩ وقّع لبنان اتفاق القاهرة، الذي سمح للمقاومة الفلسطينية بشن عمليات عسكرية ضد اسرائيل، انطلاقا من العرقوب اللبناني. ومع انطلاق عمليات منظمة التحرير، راح الطيران الاسرائيلي يقصف المواقع الفلسطينية في الجنوب، ومن يمر بين حاصبيا وميمس يمكنه رؤية اثار ذلك حتى اليوم على جانبي الطريق. ورغم عدم إيقاع الكثير من الإصابات في صفوف جيش الاحتلال، لكن ذلك شكّل بداية مرحلة جديدة، اجبرت العدو على اتخاذ خطوات لم يكن يرغب بها، انتهت باعترافه بمنظمة التحرير، والقبول بعودة ياسر عرفات الى فلسطين.
ورغم ابتسامات نتنياهو بالامس، والتباهي بعدم وقوع إصابات في صفوف جنوده، لكن صورته وصورة جيشه الأسطوري اصيبت بجروح مؤلمة. فحتى لو صدّقنا تحليلات بعض صُحفي العدو، وما واكبها من مخيلات كتبة التقارير، عن اتفاق مسبق على حجم الاعمال العسكرية، فان مجرد قبول العدو بان تقصف المقاومة جنوده وآلياته، في الأراضي المحتلة، انطلاقاً من لبنان، ويمتنع هو عن الرد الذي اعتاده ضد الدول العربية وجيوشها. فهذا يعني سقوطاً مدوياً لأسطورة الجيش الخارق، الذي كان يحاول ان يُقنع بها شعبه والعالم .
لقد حققت المقاومة بالامس نصراً، بان جعلت العدو يعترف، بان أعماله العدوانية ضدها، لن تمر دون حساب. لا بل اصبح يفرح بانها تكتفي بعمل عسكري محدود، لانه يخشى التورط في حرب تستنزف جيشه وتُسقط حكومته، وتقوّض أسس وجوده وأمنه. وبات نتنياهو يعلم انه غير قادرٍ على تحقيق نصر حاسم، رغم قدرته على الأذية والتدمير. فقط رئيس أركانه افيف كوخافي، ووزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، يخالفانه الرأي، ويدعوان لشن حرب ضد لبنان وقطاع غزة. ويسعى ليبرمان في الانتخابات المقبلة، الى تقمص صورة أرئيل شارون لدى الرأي العام في اسرائيل، ويعد في حال فوزه بشن حرب حاسمة، فيما يدعو كوخاي جنوده للبقاء على اهبة الاستعداد بالقول: الحرب قادمة. ليرد جنوده: لا نريد الحرب.
تُربح الحرب في قلب الجندي، قبل ان يتم الربح في ميدان القتال، ومن يُراقب ردود فعل اللبنانيين والاسرائيليين، يعلم ان اسرائيل ستكون خاسرة في اي حرب او مغامرة ضد لبنان ومقاومته .
|
|
|
|
|
|
|
|
|