"باربيكيو" وقذائف... وعين على الاقتصاد؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
وفتِ المقاومة بوعدها ونفذت قرابة الرابعة من بعد ظهر أمس ضربة موجعة استهدفت تجمعا وموقعا عسكريا، وسجلت إصابة آليتين إسرائيليتين، ما يزال مصير طاقمهما مجهولا بين إعلان رسمي بألا إصابات "ولا حتى خدش"، بحسب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ، وبين تسريبات إعلامية (إسرائيلية) أشارت إلى أنه تم نقل أربعة أو خمسة مصابين إلى أحد المستشفيات، وذكرت مصادر أن طائرة عسكرية إسرائيلية هبطت في "مستشفى رمبام" في حيفا "بعد وقت قصير من عملية حزب الله عصر الأحد باستهداف مركبة عسكرية إسرائيلية وموقعاً للجيش عند الحدود".
إذاً، ما كانت تنتظره إسرائيل تحقق بعد أن حبست أنفاسها لأكثر من أسبوع، ومن مفارقات اللحظة أنه بدلا من أن يطل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على وسائل الإعلام متجهما غاضبا، أطل عقب العملية العسكرية بنحو ساعتين، أو أكثر قليلا، مبتسما، ليس من أجل أن يوحي للإسرائيليين بالثقة، بل لأن الحمل الثقيل زال والأعصاب تراخت والمخاوف تلاشت وبات في مقدوره التقاط أنفاسه.
من كان يظن يوما أن إسرائيل كانت تقدم "الطعم" من تلقائها للمقاومة؟ ففي الأيام والساعات الماضية كانت القوات الإسرائيلية "تستدعي" المقاومين للرد عليها في سيناريو مرسوم سلفا، ومن ثم، من كان يصدق أن يقتصر الرد العسكري على الأحراج دون أن يدنو من القرى والبلدات الآهلة؟ وكان لافتا للانتباه أن مواطنين في بلدة مارون الراس القريبة من مدينة بنت جبيل، أقاموا "الباربيكيو" على شرفة منزلهم وهم يتابعون وقائع القصف ويصورون الدخان المتصاعد من مواقع غير بعيدة، وهكذا كان حال سائر المدن والبلدات القريبة من الحدود مع إسرائيل، لا بل احتشد الأهالي في الساحات العامة، يتابعون وقائع الميدان عبر هواتفهم النقالة، أما في الجانب المقابل، مستوطنات لا أثر فيها لبشر وحياة.
وما إن تنفس نتانياهو الصعداء وأطل باسما عبر وسائل الإعلام، حتى أشارت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أنه تم فتح الشوارع التي تم إغلاقها في المستوطنات الشمالية، ولم يكن من قبيل الصدفة ألا يصاب مدني لبناني واحد، حتى أن الرد الإسرائيلي توخى الدقة في عدم التعرض للمواطنين العزل في القرى والمواقع القريبة من مسرح العمليات، في حين لم يكن يوفرهم في حروب ومواجهات سابقة، وكم من المجازر والاعتداءات ارتكبت بحق النساء والأطفال والعجزة؟ لكن الآن تبدل المشهد بكليته، ولم يعد اللبنانيون "فشة خلق" وضحايا على غرار ما كنا نشهد سابقا.
في هذه اللحظة، تشخص الأنظار نحو الاجتماع الاقتصادي في قصر بعبدا، وثمة سانحة ليعود لبنان قويا، فهل نرتقي بالمواجهة من الميدان نحو اقتصاد يعيد الثقة بلبنان؟!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس " جمعية غدي "
|
|
|
|
|
|
|
|
|