انتظرناها من "ستاندر أند بورز" فجاءت من "فيتش"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
كيف للبنانيين أن يطمئنوا لواقع ومستقبل؟ سؤال نطرحه بسذاجة مواطن (السذاجة مفردة تدل على سلامة النية والبساطة)، لا بل ونسأل أيضا كيف يمكن أن يتطور الاقتصاد؟ وكيف يمكن أن يأتي المستثمرون إلى لبنان ليبنوا المصانع والمؤسسات، لإنشاء الفنادق وشراء العقارات؟ وكي يُفهم القصد، نطرح سؤالا بشكل آخر، لو أن مسؤولا لبنانيا يعيش في الخارج هل كان يأتي ليستثمر في لبنان؟
"خدونا عا قد عقلاتنا" لأننا نريد أن نفهم كيف يتطور أي اقتصاد في العالم؟ وكيف تنعدم البطالة؟ وكيف يمكن أن تتحقق الرفاهية؟ نستحلفكم بطيب نية ونقاء سريرة أفيدونا عن نظريات جديدة حول الاقتصاد في دولة اللاستقرار؟ أو هل ثمة اقتصاد يمكن أن ينهض وسط التراشق الانفعالي؟ نقول ذلك لأننا نعيش تعطيلا للدولة ومؤسساتها من آن لآخر، ولمجرد أن "يعطس" مسؤول تقوم الدنيا ولا تقعد، حتى غدونا متخصصين بالفنون الشعبية للتفاؤل الوطني، إذ لا يمكن أن نجد شعبا واحدا في العالم نذر حياته لتفاؤل غائب، ونتمنى ألا نفهم على خلاف ما نقصد، أي أننا لا نعكر صفو التفاؤل المستجد، فقط "ننفخ اللبن لأننا اكتوينا بالحليب"، وهذا لسان حال أي لبناني منذ أكثر من عشر سنوات.
صُدمنا اليوم بما ساقته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، حيث أكدت أن وكالة "فيتش" قرّرت أن تخفض تصنيف لبنان من درجةB-) ) إلى CCC))، وبحسب تعريفات الوكالة لهذه الدرجة، فإنها تعني أن قدرة لبنان على سداد ديونه ضعيفة مع احتمال التخلّف عن السداد، أي وبحسب الصحيفة "التعثّر"، فضلا عن أن اعتبارات "فيتش" في خفض التصنيف متصلة بموضوع الاحتياطات الصافية بالعملات الأجنبية لدى مصرف لبنان، والتي تكشف عن عجز بقيمة 32 مليار دولار، وذكرت "الأخبار" أيضا أن "مفاعيل هذا القرار ليست كارثية، لكنها مؤشّر على أن الأزمة تشتدّ".
لكن "المفاجأة" غير السارة بالتأكيد انتظرناها من "وكالة ستاندر أند بورز" فجاءت من "وكالة فيتش الدولية للتصنيف الائتماني"، وإن لم تكن ثمة مفاجأة أساسا، ذلك أن ما يفاجىء عادة يكون خارج دائرة التوقع، وكل ما في الأمر أن وكالة "فيتش" هي من قام بخفض التصنيف السيادي للبنان بدلاً من "ستاندر أند بورز" التي استحوذت على كامل انتباه المعنيين، عل ذلك يحدث صدمة إيجابية، بحيث نتخطى قريبا ليس التناحر والتنابذ فحسب، وإنما ما هو أبعد، فما نحن عليه اليوم بات أقرب ما يكون إلى "دلع سياسي" والله المستعان!
|
|
|
|
|
|
|
|
|