شهيب: زمن الإفادات ولى إلى غير رجعة
#الثائر
أقيم عند الخامسة مساء، في السراي الحكومي، الاحتفال السنوي لتوزيع منح لمتفوقي الثانوية العامة - الدفعة 17، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ، بدعوة من المجلس الوطني للبحوث العلمية، وحضور وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب ، رئيسة لجنة التربية والتعليم النائبة بهية الحريري، أمين عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكية، رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، امين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة، عدد من رؤساء الجامعات ومدراء المدارس والمدراء العامين وشخصيات سياسية وفكرية وتربوية الى جانب الطلاب المكرمين وعائلاتهم.
طعمة
بعد النشيد الوطني، قال رئيس مجلس ادارة المجلس الوطني للبحوث العلمية جورج طعمة: "يسعدني جدا أن أقف ككل سنة في مثل هذه المناسبة الحلوة، أمام لبنان المستقبل، الممثل بطلاب لبنان المتفوقين في امتحانات البكالوريا اللبنانية، متمنيا لهم ولأهلهم وأساتذتهم تمام الصحة والعافية وداعيا لهم بالنجاح الدائم في كل ما يقدمون عليه. فشهاداتهم اليوم ومستقبلا هي التي ستساعدهم على النجاح في الحياة".
أضاف: "وعليه نتساءل، كيف يمكننا أن ننسى حكمة وأفضال من طلب وضع نظام هذه المنح وعمل على إنجاحه، أعني دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لقد كان كعادته المصمم الواعي الذي يهدف إلى مساعدة المتفوقين وإبقائهم في لبنان وتأمين تعليمهم فيه، بعد أن ساعدهم في أيام المحنة في جامعات بعيدة عن وطننا. كما كان يعمل على إفهام من يلزم، بأن الجهد الشخصي يؤدي وحده دون سواه، إلى النجاح والحصول على المكافآت. ولذا فالغاية الأولى التي أصبحت الدولة تسعى إليها، هي قبل كل شيء، تشجيع المتفوقين على محبة وطنهم. فمن كان عنده مثل هؤلاء المميزين، عليه الاهتمام بتحصيلهم الجامعي فتغتني بأمثالهم جامعاتنا في لبنان قبل الجامعات البعيدة عنا. فالمعاهد المميزة عالميا، تفتش دوما عن طلاب في بلدانها أو في خارجها، لكي يعلو شأنها بهم، فيتهافت عليها كل من يسعى نحو العلى".
وتابع: "لذا يطيب لنا في المجلس الوطني للبحوث العلمية أن نتلقى من وزارة التربية والتعليم العالي التي تحمد دوما على جهودها، جدولا يحمل أسماء الذين نالوا أعلى العلامات في مختلف الإمتحانات الثانوية النهائية. وقد دعا المجلس الفائزين ومن يحب من أهلهم ليطلعهم على نظام المنح وسؤال الناجحين عن الإختصاصات التي يحبون التعمق بها، والجامعة التي يفضلون الإنتماء إليها، وقد فتح لكل واحد من المتفوقين ملفا خاصا به، دونت فيه كل المعلومات الشخصية، على عتبة التحصيل الجامعي، بغية تسهيل تتبع خطواتهم المستقبلية الواعدة. بكل شفافية، نظمت اللوائح وتمت الاتصالات اللازمة التي سوف يطلعكم عليها في هذا الإجتماع العائلي، الدكتور معين حمزه، أمين عام المجلس، الذي يهنأ مع معاونيه النشطاء، على هذا الجهد الإضافي العميق".
حمزة
وبعد كلمة الطلاب المتفوقين ألقتها الطالبة دومينيك غوش الحائزة على المرتبة الاولى في علوم الحياة، قال حمزة: "مع نهاية كل عام دراسي، يتطلع المجتمع التربوي والأكاديمي إلى نتائج امتحانات الثانوية العامة، للتعرف على الشابات والشباب المميزين، الذين يحتلون بجدارة المراكز الأولى في الاختصاصات الأربعة، والذي يشرفنا اليوم الاحتفال بهم في هذا الصرح الوطني، برعاية كريمة من دولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري، وبدعم من معالي وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ أكرم شهيب وأجهزة الوزارة والقيمين على الامتحانات الرسمية. كما أود الإشارة إلى الدور المحوري الذي تضطلع به الجامعات اللبنانية الاثنتي عشرة المتعاقدة مع المجلس لتأمين الدراسة الجامعية المجانية بالإضافة إلى تسهيلات في الإقامة والانتقال، للطلاب الخمسة الأوائل المستفيدين من برنامج المجلس. فلشركائنا في الجامعات اللبنانية، تقديرنا لالتزامهم بنجاح وتطوير هذا البرنامج الوطني الذي يؤمن خدمة استثنائية لأبنائنا المتفوقين".
أضاف: "أمامكم اليوم الدفعة السابعة عشرة من متفوقي الثانوية العامة، الذين بلغ عددهم هذا العام 30 طالبة وطالبا من كل أرجاء لبنان، ونود أن نؤكد بكل صراحة، إن هذه المنح الجامعية القيمة، تعطى دون منة من أحد، أو بتأثير أي فعالية حزبية أو إدارية، فهم في هذا الموقع نتيجة جهودهم وتميزهم وليس لأي سبب آخر".
وتابع: "في رحلتنا مع هذا البرنامج منذ إطلاقه عام 2001 عشرات المتفوقين الذين ناهز عددهم 350 طالبا، وقد بينت المؤشرات المجمعة خلال السنوات الخمس الأخيرة (2014-2018) اتجاهات معبرة عن واقع التعليم العالي واهتمامات الطلاب وتوجهاتهم للتخصص الجامعي، فقد اختار 42% من الطلاب دراسة الطب و17% الهندسة و10 % إدارة الأعمال وتوزع الناجحون بنسب مختلفة على العلوم الأساسية والحقوق والعلوم الانسانية والترجمة. كما اختار 36% من الطلاب الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت، و30% في الجامعة اللبنانية الأميركية، و17% في جامعة القديس يوسف، و13% في الجامعة اللبنانية، وتوزع البقية على جامعات البلمند وفينيسيا والروح القدس الكسليك وسيدة اللويزة وبيروت العربية".
وأردف: "لقد تعززت هذه التوجهات في خيارات الطلاب لهذا العام، وبنتيجة المداولات والنقاشات التي نظمها المجلس مع الجامعات والطلاب، فقد اختار 28 طالبا الالتحاق بالمؤسسات التالية: الجامعة الأميركية في بيروت 15 طالبا، جامعة القديس يوسف في بيروت 5 طلاب، الجامعة اللبنانية 4 طلاب، الجامعة اللبنانية الأميركية 3 طلاب وجامعة فينيسيا طالب واحد. كما اختار الطلاب الاختصاصات التالية: 11 طالبا في الطب (38%)، و6 طلاب في الهندسة والرياضيات (20%)، وتوزع الباقون على اختصاصات الحقوق وإدارة الأعمال والاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام والترجمة وعلم النفس وصولا إلى المسرح".
وقال: "كما أود أن أشير إلى أن الطالب محمد عمار سعيد الكوشك من الجنسية السورية قد احتل المرتبة الخامسة في علوم الحياة، وقد استفاد من منحة كاملة لدراسة الهندسة قدمتها الجامعة الأميركية في بيروت. كما اختارت الطالبة نادين شرف التي احتلت المرتبة الخامسة في علوم الحياة، الاستفادة من منحة US AID والالتحاق بالجامعة الأميركية في بيروت. واللافت هذا العام، كعادتهن منذ تأسيس هذا البرنامج، تميزت طالبات لبنان بنسبة 72% في المراتب الأولى، كما أن دفعة هذا العام تتضمن 23% من طلبة المدارس الرسمية مما يعزز الثقة بكفاءة المدرسة الرسمية والأمل بتبوئها الدور الرائد في مسيرة التربية والتعليم في لبنان".
أضاف: "من جهة أخرى، وحيث أن المتفوقين في المراتب الخمسة قد توزعوا على 5 من أصل 12 جامعة متعاقدة مع المجلس، منذ التزمت بقية الجامعات بتقديم منح جامعية مجزية للطلاب الذين احتلوا المراتب من السادس إلى العاشر، أذكر منها: جامعة القديس يوسف وجامعة بيروت العربية وجامعة فينيسيا وجامعة الروح القدس الكسليك والجامعة اللبنانية. كذلك فقد سعى المجلس هذا العام لتوحيد التقديمات التي يستفيد منها الطلاب خلال دراستهم، فالبرنامج يغطي كامل الأقساط في الجامعات الخاصة للشهادة الجامعية الأولى مع دعم للاقامة في السكن الجامعي والانتقال حيث يلزم. وفيما يخص دراسة الطب التي تمتد إلى 6 أو 7 سنوات، فقد وافقت الجامعات على إعطاء منح تغطي بالشراكة مع منحة المجلس، كامل القسط الجامعي للطلاب الذين يحافظون على مستويات علمية متقدمة في دراستهم خلال الإجازة الأولى، وتخفيضها إلى ما يقل عن 65% من قيمة القسط الجامعي في حال لم يكن الطالب من بين الأوائل في دراسته الجامعية. كما أعفت الجامعة اللبنانية الطلاب الذين اختاروا الإنتساب إليها من الرسوم والأقساط الجامعية، وقدمت لهم مجانا السكن في المجمع الجامعي في الحدث، بالإضافة إلى المنحة الشخصية التي يقدمها المجلس الوطني للبحوث العلمية".
وتابع: "دولة الرئيس، هذا البرنامج كغيره من برامج المجلس الوطني للبحوث العلمية، الذي يعمل تحت وصايتكم وبدعمكم المباشر، يؤكد صوابية التوجهات التي اتخذناها منذ مطلع العام 2000. فقد حقق المجلس قفزة نوعية في جدوى برامجه لدعم البحوث العلمية، وإعداد الموارد البشرية المميزة وتقديم الدعم العلمي والتقني للمشاريع التنموية التي تنفذها مؤسسات الدولة، والتطلع لبناء أسس علمية موثقة للعديد من التحديات التي تواجهنا في البيئة والصحة العامة وحماية الموارد الطبيعية ونقل التكنولوجيا وإدارة الكوارث الطبيعية وزيادة الوعي لدى العامة حول مخاطرها والوقاية منها. كما أن مراكزنا البحثية الأربعة، الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية ومركز علوم البحار والباخرة العلمية قانا ومركز الإستشعار عن بعد ومركز الجيوفيزياء، وبالرغم من محدودية الموارد المالية التي تتوفر لها، فإنها تبذل جهودا استثنائية لتحقيق أهدافها العلمية، وضمان تنفيذ المشاريع البحثية المجدية، وبناء شبكات تعاون متوازنة مع مراكز البحوث المحلية والدولية".
وأردف: "إننا على يقين بأن هذه الإنجازات تتطلب، وفي هذه المرحلة الدقيقة، المزيد من الدعم الحكومي واستقطاب الدعم الدولي والتعاون المفتوح مع الجامعات العريقة التي تعتمد سياسات واضحة في التميز والجودة والنوعية. وفي الختام، أود أن أتوجه إلى معالي وزير التربية والتعليم العالي لنؤكد له اعتزازنا بمواقفه التربوية الرصينة، التي تحفظ المستوى اللائق للشهادة الرسمية وتحميها من الشعبوية التي تدمر سمعة لبنان التربوية، وهي مجرد هدايا مسمومة، لا نتمناها لأبنائنا، مهما كانت التبريرات. والشكر والتقدير مستحقان أيضا للمؤسسات الجامعية الشريكة في البرنامج، والتهاني للطلاب المتفوقين وأهاليهم ومدارسهم".
وختم: "إلى دولة الرئيس السيد سعد الحريري، نتوجه بالتقدير والامتنان لدعمكم مسيرة المجلس ومشاريعه، وثقتكم بقدراته العلمية ودوره في خدمة المجتمع، والتزامكم تعزيز ثقافة الابداع والتميز في لبنان".
شهيب
من جهته، قال شهيب: "بعيدا عن يوميات السياسة المملة، هذا اللقاء يشكل صورة جميلة يستحقها لبنان. في الإمتحانات الرسمية يستحق المجتهدون نجاحهم، ويستحق المتفوقون التكريم والإحتفال. هذا ما ينص عليه القانون ويقره المنطق. في الإمتحانات الرسمية مرشحون ينجحون وآخرون يرسبون. وخلافا لمرسوم المناهج التربوية الذي حدد دورة واحدة للامتحانات الرسمية، فإننا نطلب كل عام من مجلس الوزراء إجراء دورة إستثنائية لإتاحة فرصة ثانية أمام المرشحين الراسبين".
أضاف: "أما ما هو خارج المنطق والقانون والنظام فيتجلى بتظاهرات شبه يومية أمام الوزارة، لتلامذة ما كان يحق لهم أساسا بالترشح إلى الإمتحانات الرسمية، لأن غالبيتهم لا تملك التسلسل التربوي الناتج عن الترفيع بنجاح في نهاية كل عام دراسي، وقد منحناهم فرصة إنسانية، للتقدم إلى الإمتحانات، فجاءت نتيجتهم صادمة وعلاماتهم متدنية إلى حد لا يتصوره منطق أو عقل. وفوق كل ذلك يحملون اللافتات ويستخدمون وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي ويقطعون الطرق، مطالبين بكل وقاحة بالحصول على الإفادات. إن زمن الإفادات ولى إلى غير رجعة، والمدارس الوهمية اتخذنا بحقها الإجراءات المناسبة، ولن نقبل باستمرار تجارتها برأسمالنا البشري".
وتوجه الى المكرمين بالقول: "بأمثالكم يليق التكريم، وبأمثال أهاليكم ومدارسكم وأساتذتكم يليق التنوية والإحترام، ومن أجلكم تفتح الجامعات أبواب كلياتها في الداخل والخارج. ومن أجل إسم لبنان الذي يرفعه المتفوقون أمثالكم، آليت على نفسي أن أقفل كل مدرسة وهمية وكل جامعة خاصة تبيع الشهادات، وكل مصدر للغش يشوه مفهوم التربية، وهذا بتوجيهات الرئيس سعد الحريري".
أضاف: "أمامنا عمل كثير وشاق، وإنني أعول على اندفاعكم نحو صون التعليم على مستوياته كافة، والحفاظ على إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أطلق هذا التقليد من هذا المكان، والذي كان يعبر عن فخره واعتزازه بكل متخرج متفوق، وقد أوفد على نفقته الخاصة ما يقارب 36 ألف طالب إلى أفضل الجامعات في الداخل والخارج، منهم من يحفظ الجميل ومنهم من ينكره. أما نحن في وزارة التربية فسيبقى هدفنا تأمين التعليم الجيد لجميع الموجودين على الأراضي اللبنانية".
وختم: "إننا نقدر جهود المجلس الوطني للبحوث العلمية على تنظيم هذا الحفل السنوي في السراي الكبير وقد أصبح تقليدا سنويا، ونقدر أيضا الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة التي قدمت المنح لأبنائنا المتفوقين الذين سيتألقون فيها، دون أدنى شك، وسيوظفون علمهم وتميزهم في خدمة لبنان والتربية فيه. مبروك التفوق، شكرا لدولة الرئيس رعاية الإحتفال ورعاية التربية على خطى من سبقه. وإلى اللقاء في تكريم المميزين في الموسم المقبل وكل موسم".
الحريري
بدوره، قال الرئيس الحريري: "أظن أن الأهالي المتواجدين معنا اليوم هم الأكثر فخرا بأولادهم، وهذه اللحظة تذكرني بالوالد الشهيد رحمه الله، الذي آمن دائما بالعلم كأساس لكل شيء، ولولا العلم لما تمكن الإنسان من تحقيق شيء. هذا الأمر ركز عليه دائما الوالد الشهيد، ومن هنا، فإن لهذه المناسبات معنى كبيرا في قلبي وعقلي ووجداني. والرئيس الشهيد كان من الشباب الذين عانوا لكي يكملوا دراستهم، وقد عمل والده جاهدا لكي يتمكن من تعليمه. من هنا أبارك لكم وأقول لكم من كل قلبي ألف مبروك، وهذا أقل ما يمكن أن تقوم به الدولة تجاهكم، كما أني أشكر كافة الجامعات التي تتولى تدريس هؤلاء الشباب. هذا هو لبنان الذي نعرفه، وحيثما توجهت في العالم ستجد لبنانيا متفوقا، سواء في مجال الطب أو المحاماة أو الهندسة وكل مجالات العلم. وها هو الشباب اللبناني يتفوق اليوم ويدخل إلى الجامعات. ونحن من جهتنا، واجبنا كدولة وكحكومة أن نؤمن فرص العمل لهؤلاء المتفوقين، وهذه هي الخطة التي نعمل عليها للمستقبل، سواء من خلال سيدر أو ماكينزي".
وتابع: "تسمعون الكثير اليوم عن الوضع الاقتصادي وما يمكن أن يحصل، لكننا كحكومة لدينا خطة واضحة في هذا الشأن للأعوام 2019 و2020 و2021، وكيف سنسير بهذه الدولة. وكل هذا العمل الذي نقوم به هو من أجلكم كشباب وشابات، وأنا سعيد جدا لكون 72% من المتفوقين هم من الشابات، وهذا يدل على صوابية توجهاتنا".
توزيع المنح
بعد ذلك، وزع الرئيس الحريري وشهيب وحمزة وطعمة المنح على المتفوقين.
وختاما، أقيم حفل كوكتيل.