الجبل خط أحمر... بالمحبة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
من تابع مشروع العودة إلى الجبل منذ وضع اللبنة الأولى لاستعادة لبنان نسيجه السياسي والاجتماعي انطلاقا من قرى منطقة الحرف الشوفية منذ العام 1994، وما رافقها وأعقبها من مصالحات ولقاءات شملت كل الجبل وسائر الأقضية والمحافظات اللبنانية، ونهوض أحياء وبلدات من بين الركام تزامنا مع عودة أهلها، واستعادة دُور العبادة والمؤسسات العامة والمدارس والبيوت، ترميما وإعادة إعمار، ومن وقف على تفاصيل العودة يوما بيوم، يتأكد أن ما شهده الجبل مؤخرا، ومع كثرة الحديث عن الجبل اليوم، كل ذلك يأتي في مسار يخالف أجواء وروحية المصالحات التي تحققت، وكانت قد توجت بزيارة غبطة أبينا البطريرك مثلث الرحمات مار نصر الله بطرس صفير إلى منطقة الشوف، وكذلك في قداس "التوبة والغفران" خلال العام الجاري في دير القمر الذي جمع "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"التيار الوطني الحر"، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، وبمباركة غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي .
لم تتحقق العودة دون عقبات وعثرات، لكنها تحققت، ولم تنجز المصالحات دون ثغرات وصعوبات، لكنها أنجزت، ونعلم أنه منذ اللحظة الأولى كانت ثمة توظيف سياسي لمشروع العودة، ولم يكن ثمة من لم يوظف "ويستثمر" سياسيا في هذا الملف، بدءا من الوزير الراحل الياس حبيقة إلى رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، وصولا إلى سائر القوى السياسية المعنية، وما شهدناه من توترات في الفترة الأخيرة غير منفصل عن التوظيف أيضا.
لا نقول ذلك لنفتئت على فريق دون آخر، لكن على كافة القوى السياسية أن تنأى عن التوظيف في وجع الناس، ولا نستثني في هذا المجال أحدا، لأن أكثر ما يهدد المصالحات اليوم الخطاب السياسي عالي السقف، والذي فيه قفز فوق المسلمات الوطنية، وضرب لما تحقق بين العائدين والمقيمين واستعادة الجبل لأجمل وأروع تجليات التعاون وعودة الإنخراط في حياة اجتماعية واحدة، من الأفراح إلى الأحزان وإلى تشارك الهموم والتطلعات على أنقاض الحروب التي لم تفضِ لغير الخراب والدمار.
الجبل خط أحمر بالمحبة، والجبل خط أحمر بأهله وناسه، وما أثلج الصدور يوم أمس ما قاله رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل بعد اجتماع "تكتل لبنان القوي"، من أننا "مصرون على استكمال زيارة الشوف وخلدة بشراكة ومحبة"، وبالتأكيد سيلقى هذا التوجه ما يستحق من اهتمام ليتلاقى الجميع عند تخوم المحبة، وحدها التي تحصن الجبل ولبنان من كل الاستهدافات، وتبقي الأمل قابلا للإثمار على دروب الحياة بأروع تجليات العيش الواحد.
|
|
|
|
|
|
|
|
|