إن تصالحوا تخاصموا! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
مع توقعات بأن تتوالى المصالحات لتشمل سائر القوى السياسية ما عدنا نعلم إن كان ذلك مجلبة لفرح أو غمّ ولسبب بسيط، ذلك أن المتخاصمين سبق وأن تصالحوا مرات عدة، وفي محطات تفاهموا وأكدوا على "متانة العلاقات الأخوية"، ومن هنا نغلِّب الغم على الفرح لأن المصالحات تعني في العرف اللبناني طريقا لخصومات جديدة، فمن سابع المستحيلات تكريس الصلح مسارا دائما ونهجا ثابتا.
في كل الأحوال، ولأننا اكتوينا كلبنانيين بنار التخاصم نرى أن المصالحات فعل إيجابي بغض النظر عن هواجس تُبقي المستقبل معلقا بين نكد ونكد، وكأن القوى السياسية غير قادرة على أن تعضد مناصريها والمنضوين في رحابها إلا بتبني خطاب تحريضي، وهذا أمر واقع، فليس ثمة محازب انتمى إلى هذا الفريق السياسي أو ذاك عن قناعة فكرية وفلسفية، خصوصا على مستوى الأحزاب الطائفية، ولا نزال محكومين دائما بمقولة "مات الملك عاش الملك".
ووسط أجواء المصالحات ينعقد مجلس الوزراء عند الحادية عشرة من قبل ظهر بعد غد الخميس في المقر الصيفي الرئاسي في قصر بيت الدين، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون ، لكن لم يوزع جدول الاعمال على الوزراء، بانتظار الاتفاق مع الرئيس سعد الحريري العائد من واشنطن، ومن المتوقع توزيع جدول الاعمال اليوم الثلاثاء.
وفي هذه الأثناء، يدأب رئيس مجلس الناب نبيه بري من أجل تكريس مسار المصالحات، ولن يكون رئيس الحكومة عد الحريري بعيدا منها، لا سيما في مجال المصالحة أو المصارحة المتوقعة بين "التيار الوطني الحر" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" بعد عودة رئيس "التقدمي" وليد جنبلاط من الخارج، وزيارته للرئيس عون السبت المقبل.
وفي سياق متصل، ثمة توجه لدى سيد بكركي غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لعقد لقاء يجمع أركان القيادات المارونية: "التيار" و"القوات" و"حزب الكتائب" و"تيار المردة"، الأمر الذي رحب به الوزير جبران باسيل بعد زيارة الراعي في الديمان، مذكراً بضرورة الحفاظ على الدستور والميثاقية التي نعيش من خلالها، كما ذكّر بالمادة 95 من الدستور والتي تشكّل عنوان الشراكة بين بعضنا والحفاظ على الميثاق.
وقد أعلن باسيل أنه مقتنع بتوحيد الجهد والكلمة والانفتاح، وان يده ممدودة لنكون جميعاً في الموقف الصحيح في الحفاظ على هذا الميثاق، ومتجاوب مع أي مبادرة يقوم بها البطريرك في هذا المجال لتوحيد الموقف والكلمة، لأنه عندما نكون موحدين من الصعب خرقنا، ونحافظ على هذا الجبل وعلى هذه الأرض والهوية والثقافة المتنوعة في بلدنا.
فإلى أهمية المصالحات يبقى الأهم أن تصمد، على الأقل حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، لأن المطلوب العمل، وفقط العمل، ونخاف أن نظل مهجوسين بمقولة إن تصالحوا تخاصموا والعكس صحيح أيضا!
|
|
|
|
|
|
|
|
|