استلهموا مواقف الرئيس عون... اتقوا الله واتعظوا! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
مشكلة لبنان في هذه المرحلة الدقيقة - ولنقل الأمور صراحة - تظل متمثلة بـ "حديثي السياسية"، وهؤلاء أخطر بكثير من "حديثي النعمة"، وها نحن نعيش ارتدادات مواقف جاءت في اتجاه يناقض تماما روحية المصالحة الأخيرة في لقاء بعبدا الخماسي، وَصُدَمنا فعلا بخطاب أحدهم الحماسي، ومن هنا نجد أن أكثر من ينتقد الشعبوية يمارسها براحة ضمير على سجية عمياء لا "تبقي للحب مطرح"، وإلا ما معنى التحدث الآن بروحية ما قبل المصالحة والمصارحة؟ ألم توصل له خدمة الحمام الزاجل أن حادثة قبرشمون صارت وراءنا، ومنوطة حصرا بالقضاء؟
"حديثو النعمة" يمكن أن تقتصر "إبداعاتهم" على تمرير صفقة وكسب بعض فتات عمولات وسمسرات، لكن "حديثي السياسة" ربما يشطحون ويأخذون البلد إلى توترات ما كدنا نصدق أننا انتهينا منها وتجاوزناها بعد تسعة وثلاثين يوما من حرق أعصاب، ففي وقت نراهن فيه على تعزيز روحية المصالحة، يؤثر البعض "التخبيص خارج الصحن"، ما يناقض تماما مسار التهدئة، وكأن ليس ثمة مستجد وجب على الجميع احترامه.
بعيدا من "شطحات" حديثي السياسة، جاءت مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم لتؤكد مدى حرصه على تكريس المصالحة، فأجرى اتصالات عدة، بينها اتصال برئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط وآخر برئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان ، ليس بقصد تقديم التهنئة بالعيد فحسب، وإنما لاستطلاع الأجواء تعزيزا لنهج يريده الرئيس عون ثابتا، نعم، بمثل هذه المسؤولية نبني وطنا ودولة، وهذا ما نتوقعه وننتظره من سائر القوى السياسية، أي الإقتداء برئيس البلاد، خصوصا من الفريق السياسي الذي يمثل توجهات العهد.
لم تكن ثمة حاجة للتذكير - بعد المصالحة - بألا مناطق مقفلة على أحد، فهذه النغمة صارت وراءنا، فلنتقِ الله وننظر إلى المستقبل لا العودة إلى الحديث عن ثابت أكيد بألا مناطق مقفلة وأن الدولة هي السقف والملاذ، هذا الحديث استدعى ردا من الجهة المقابلة، ليس لدينا مواقف مسبقة من أي فريق، لكن من "اكتوى بالحليب ينفخ اللبن"، هذا حالنا وهذه هواجسنا.
حبذا لو نتريث قبل إطلاق العنان لمواقف تناقض مسارات المصالحة، لا مناطق مقفلة أمام اللبنانيين، ولا نملك إلا أن نقول لحديثي السياسة، حاذروا الهفوات وإن لم تكن مقصودة، ونقول أكثر، ولسائر السياسيين دون استثناء: استلهموا مواقف الرئيس عون، اتقوا الله واتعظوا!
|
|
|
|
|
|
|
|
|