لن نصفِّــقَ لمصالحة... تأخرت! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
ممتاز ما شهدناه بالأمس، ورائعة جدا جلسة المصارحة والمصالحة في لقاء خماسي عقد في قصر بعبدا، ضم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة سعد الحريري، رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان ، ومبروك المصالحة لجميع اللبنانيين ورحم الله من قضيا في حادث أليم في كمين أو دون كمين رامي سلمان وسامر أبي فراج.
من حق اللبنانيين أن يسألوا، ألم يكن بالإمكان تجنب هذه حادثة يتمت عائلتين؟ نعلم أن ليس ثمة ملائكة في السياسة، لكن الكل متهم وإن ثبتت براءة الجميع، كل من رفع صوتا وأطلق موقفا وغرد مستفزا هو مسؤول عن دم سفك وحياة شابين أزهقتا، من وليد جنبلاط إلى طلال أرسلان إلى جميع المرتبطين بالحادثة بشكل أو بآخر.
هي مصالحة بلون الدم، وعلى الدم، نحن نموت وهم يتصالحون ويتحابون، نحن نشقى ونجوع ونمضي ضحايا شهداء وهم يعززون مواقعهم والمكاسب، كم هي رخيصة دماؤنا، وكم هم "أغنياء" بجهلنا، يشعلون حرائق تلتهم لحمنا ليعودوا ويجتمعوا على الدم، لو أن ولدا من أولادهم قضي في حادث أمني، لكانت الدنيا قامت ولم تقعد، كم نحن أسرى تعصبنا وأسرى مصالحهم، وهم ليسوا بأكثر من زعامات مترهلة، زعامات من ورق.
بالتأكيد لن نصفق لمصالحة سبقتها مصارحة، ومن هنا نسأل، ألم يكن أجدى أن نتصارح ونتصالح قبل الكارثة لمنع حدوثها؟ ولماذ لم يتصارحوا ويتصالحوا عقب الحادثة مباشرة؟ لماذ لم يوفروا على البلاد خسارة أربعين يوما من التوتر والتوتير والجنون والحقد؟ ومن يضمن ألا يسقط أبرياء ضحايا نزوات جديدة؟ وهل كان علينا أن ننتظر بيانا من سفارة لنستشعر الخطر؟ لا جنبلاط وأرسلان كانا في وارد التصالح ومن ثم تصالحا فما الذي استجد؟
ما تعتبرونه إنجازا هو السقوط بعينه، كفى كل هذا القفز فوق الجراح، من يعوض خسارة من قضى في دوامة مواقف مستفزة من الجميع وإلى الجميع؟ ومن يضمن ألا يتكرر مشهد قبرشمون؟ ومن يبرد هواجسنا لنقتنع أننا في وطن الأمن والسلام والاستقرار؟
لن نصفق لمصالحة تأخرت، لن نصفق لهذا الجنون الذي غالبا ما ينتهي بتبويس اللحى، لن نصفق عندما ينتصر منطق العشيرة، نصفق فقط للدولة ساعة تصبح دولة ونكون نحن مواطنين ولسنا أبناء جارية تستباح دماؤنا ونمضي إلى قدرنا مثل قطيع يساق إلى قدره في مسلح وينتظر المجرزة؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|