بالجرم المكشوف... الطوائف لا تبني وطنا! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
عقارب الساعة تعود إلى الوراء، تنتظم على مواقيت الفتن والمحن والصراعات، "بيغ بن" لبنان مرتبكة، تائهة، دقاتها طبول وصنوج حرب تسفع بالنار جبين وطن مشظى، إلى الوراء در، إلى الوراء سر، ودائما من الوراء إلى الوراء، لا أمام نمشي إليه، حواجز انتشرت تحاصر الغد، أما المستقبل فمطلوب حيا أو يلفظ أنفاسه الأولى، ثمة من عمم أوصافه ومن يجده له مكافأة رخصة سلاح مجانا والكثير الكثير من ذخيرة حية، مضى زمن الرصاص الْــخُـــلَّـــبي وقذائف الدخان، فقط "قنابل دعائية" ترمي منشورات حربية، والآن يقترن الفيلم البوليسي بالوقائع الحية، لحظات سوبر "أكشن" لزوم مشهدية الموت، والطوائف لا تبني وطنا، البينات واضحة وبالجرم المكشوف.
لا شي سوى السقوط، بوْنٌ شاسع بين "عصفور طل من الشباك" ليعلن قيامة بلد وعصفورية تعلن خطوط المواجهات على طريق تعلوه سواتر من تراب يندى "جبينه" بالعار، كونوا على موعد مع الجلافة من الآن، من هذي اللحظة المارقة، والمتاريس تعلو بموقف، "تغريدة" تبني "دشمة" وبيانات تحفر خنادق، فمن يبني لنا نحن ملاجىء لنحتمي من الفُجْرِ والفجور، ثمة من يصادر الهواء وربطة الخبز، طوابير تنتظر أمام الأفران ومحطات المحروقات والسوبر ماركت، تجار العملة الجوالون يعودون، وللموت "فاليه باركينغ"، أُركنوا أرواحكم مجانا، التسعيرة مراقبة من مصلحة حماية "المستهتر"، لكن هو زمن التخفيضات والأعطيات المجانية، ولا موت إلا بالمجان، أنت في لبنان إبتسم وقهقه إلى أن يسقط طقم الأسنان وتعض الندم غدا بلثتين داميتين.
الطوائف لا تبني دولة، ومن جرب المجرب عليه ألا يتأفف، نحن اليوم نحصد موسما من عواصف المجون والجنون، والموت بعد اليوم "صوت وصورة"، نحن في زمن ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المنحولات تخفي المعلومات والأضاحي جاهزة لآلهة الدمار والإنتحار، كونوا على الموعد مع ما نصبتم من كمائن، مَنْ وَالَـــى تجار الطوائف نصب كمينا، من ارتضى زعميا نصف إله أُعد له كمين، من اقترع بغرائزه نصب لنفسه الكمائن، وأقام حاجزا طيارا عند مفترق النزوات الصغيرة.
الآن الآن نقول بثقة، وأيضا بالجرم المكشوف، الطوائف لا تبني وطنا، أقصى المتاح موت ودمار، فإلى الوراء در، إلى الوراء سر، ودائما من الوراء إلى الوراء، لا أمام نمشي إليه بعد أن أقفلت الطوائف الطرقات بنزوة وقرار!
|
|
|
|
|
|
|
|
|