قرف وسخرية من السياسة... ومن "يرتكبونها"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لا شيء يبشر بالخير، ولا ما يُطَمْــــئِنُ ليهدأَ البالُ ولو قليلا، ونتسائل، هل نبقى في بلد اللعنات أم نغادر لاهثين خلف فسحة أمن وسلام وقليل من كرامة؟ باب أي سفارة نطرق؟ وإلى أين نلوذ لنرمي ما تراكم من خيبات؟ وكيف نواجه ما استبد من أزمات؟ وما هي الخيارات الباقية لمواطنين يجذِّفون في بحر العدم؟
غالبا ما نستحضر الأسئلة أو هي تحاصرنا بالخوف حينا وبالقهر أحيانا، وما نحن عليه اليوم يلخص بعبارة واحدة: استدراج عروض لحرب مفتوحة، ليس ثمة توصيف آخر أقل فجاجة، تضيع المفردات ولا نجد ما يعبر عن قرف وسخرية من السياسة ومن "يرتكبونها"، لا نتبنى رواية أي فريق حيال ملف بعينه أو أزمة بعينها، ولا تعنينا القامات والزعامات، همنا أن نبني لغد نغادر إليه إن ترك السياسيون لنا منفذا نعبر منه ولو إلى أقاصي آلاسكا وأدغال أفريقيا، بعد أن فقدنا الأمل بالوصول إلى فيافي وطن لم نعثر عليه، ماضيا وحاضرا، ولا نزال هائمين في متاهات التعصب والجهل، ضائعين في سراديب الأمس، قريبها والبعيد، فهل هكذا يدار بلد. وهل بمثل ما نشهد من تهويمات تنتظم دولة؟
الكل مدان ولا من يهتم، وعلينا أن نظل متفرجين على ما يرتكب باسمنا، "دفاعا" عنا! هكذا قيل وهكذا يُقال! والمطلوب أن نصدق، لا بل واجب علينا أن نتقن فنون البلاهة، وأن تظل العقول مخدرة بـ "حشيشة الكيد" ومعها نستحضر الغرائز لغة يومية، وننسى أن الجوع على الأبواب والبطالة لا ترحم شبابنا العاطل عن العمل وعن الأمل، والدين العام ينمو كورم غير حميد، ولا من نشكو إليه ضيق ذات اليد وانعدام الأمل وضياع أحلام تناثرت في جُبٍّ لعين، وكم من جُبٍّ في لبنان، وكم من فتيل وصاعق، وكم من نار يتقد سعيرها تحت رماد العبث والفوضى وكأن الموت حالة انتظار نعيشها لا نلوي على شيء.
ما كنا نتوقع أن يبلغ السيلُ الزبــــــــــــى، وأن نعيش مهددين في كل لحظة وفي كل آن، ما كنا نتوقع كل هذا السقوط والترهل والفوضى، ما كنا نتوقع كل هذا الفجور، ونحن قاب قوسين أو أدنى من ضياع وخراب، نعم، فقط قرف أكيد وسخرية من السياسة ومن "يرتكبونها" باسمنا بملء أدرانهم!
|
|
|
|
|
|
|
|
|