"طفح الكيل"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
إلى متى تبقى الحكومة خارج السمع؟ وهل يمكن أن تظل البلاد مشلولة بالحرد والتعنت حينا والمناكدة حينا آخر؟ وهل يحق لأهل السلطة بسائر تلاوينهم السياسية والطائفية تغييب وجع الناس وهمومهم للشهر الثاني على التوالي؟ وإلى متى؟ وكيف؟ ولماذا؟
أسئلة لا نجد من يجيب عنها، حتى تكاد تنعدم الآمال وتتلاشى الأمنيات وكأننا لم نستفد من تجارب الماضي، ولم نتعلم أن لبنان محكوم بالتوافق سبيلا للاستقرار، وأن المضي في مسالك مظلمة يفضي إلى المجهول، ومن حقنا أن نسأل ونتساءل ونفضي بمخاوفنا، وننتظر من يجيب.
أما إذا أرادت السلطة السياسية (ومعها الحكومة) أن تطيل إجازتها الصيفية، فليسمح لنا القائمون عليها، ولا بد من كلمة سواء تعيد قطار الدولة إلى سكة الحلول المنتظرة، وإذا أبدينا الحرص وعرضنا بعض الهواجس فلأننا نخاف أن تفقد السلطة هالة حضورها، ونصل إلى الأسوأ وندنو من المحظور، وهنا نؤكد أننا نخاف على السلطة من السلطة ذاتها، ونستغرب كيف أن أحدا لا يعير أهمية للتعطيل والمماطلة، وكأن لا قيمة للوقت، أو أن لبنان يملك هامشا من الترف ليتلهى مسؤولوه بترهات المسائل، نعم ترهات المسائل، فليس ثمة من هو أكبر من الدولة، لا هذا ولا ذاك، الكل سواسية في التعطيل والمماحكة والتضليل.
حيال ما نواجه اليوم، بات اللبناني على قناعة أن شيئا لن يتغير، قرار وزير يلغيه وزير آخر، مصادرة القضاء أو محاولة التأثير على قراراته في مجمل القضايا، الهدر مستمر، محاربة الفساد لم ترق إلى مستوى ما هو مطلوب، فثمة فاسدون كبارا، وما نشهده في بعض الملفات اليوم هو نتاج استمرار الفساد، وما شهدناه يكاد يتلخص في أن الفاسدين باتوا أكثر حذرا، فضلا عن التطاول على الأملاك والأموال العامة، نختلف على تفسير الدستور، تضارب صلاحيات، إجتهادات قانونية تؤكد هزال واقعنا ونحن نسير بخطى واثقة نحو الهاوية، ولا نبالغ إن قلنا أن لبنان اليوم أوهى من أن يتحمل أكثر وسط هذا المناخ من الانقسام والتشرذم.
وسط كل ذلك، تواصل الحكومة إجازة الصيف بالرغم من انقضاء شهر تموز (يوليو) دون أي اجتماع، والأخطر أننا إلى اليوم لا نرى بأن ثمة ما يوحي أن الحكومة يمكن أن تجتمع خلال الشهر الجاري، وهذا ما يتأكد مع غياب الاتصالات والمشاورات.
لا نجد غضاضة من أن نقول "طفح الكيل"، وإذا كنا نخاف على السلطة فمن السلطة عينها، وهي تسير مطمئنة نحو مهاوي الفوضى والفتن!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|