#_صار_بدها_تحرّك |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
كتب الاب جان بول خوري: "ان اصعب مرحلة حرجة ودقيقة، تمرّ بها العائلة في لبنان ليس الفقر بحد ذاته أو السياسة والاقتصاد، لأنك ان ذهبت إلى مطار بيروت الدولي ، ستجد الأعداد الهائلة من اللبنانيين ذاهبون لتمضية عطلة الصيف اما في تركيا أو اليونان وقبرص ومصر.... وأن أرادت أن تتنزه على " رصيف بيروت - الروشة" ستجد امامك أجود انواع الكلاب واغلاها ثمنا على الإطلاق... وأن ذهبت إلى أي منزل، ستجد ان كل أفراد العائلة يقتنون الهاتف المحمول أضف إلى الخط الثابت واللاقط الفضائي والانترنيت، ولا تنسى المأكولات الغربية من بيتزا إلى الهمبرغر، إلى السندويشات من هذا المطعم أو ذاك، والنرجيلة التي تصل إلى المنزل ... اللائحة طويلة.
كلا، اسمحوا لي، لا يوجد فقر في لبنان كما نجده في بعض دول افريقيا وأمريكا اللاتينية الخ.... حيث هناك دخل الفرد لا يتجاوز "شراء لوح شوكولا"... العائلة في لبنان لغاية الآن ميسورة والحمد الله.... ولكن، العائلة في لبنان في حالة حرجة بل خطيرة، هي بمكان ما متروكة لمصير قاطم مجهول، تواجه لوحدها ثقاقة الجندر التي تنفذ الى داخل بيتها ومجتمعنا سواء عبر الاغاني والمسلسلات والافلام واللباس والمظهر الخ.... لقد تخلت القيادات السياسية عن العائلة، فبات الفرد اهم منها، لاعتبارات انتخابية.... فالمسؤولين في الدولة اللبنانية هم في حالة "غيبوية" عن ما يجري على أرض الواقع انها ثقافة التعميّة، والسبب الترويج لفيروس خطير يتمثّل بايديولوجية الجندر انه الاستعمار الجديد الذي يهدد الكيان اللبناني برمّته. نعم، ترى من هنا وهناك بروز جمعيات مدعومة من جهات غربية ذات توجه جندري، اضف الى تمويل مشاريع من قبل جهات سياسية غربية تؤيد ايديولوجية الجندر، لا بل هي الداعمة في الترويج لهذا الاستعمار الخطير والذي ان استمر سيرخي مناخا من التساهل والميوعة واللامبالاة تجاه المبادئ والنظم الاجتماعية وللقيم التي تتحكم ببنية الوجود اللبناني. والهدف بحسب مزاعم بعض اهل الساسة النهوض من المأزق الاقتصادي، عبر التهويل بانهيار الدولة والتوطين الخ....
ما هذه المسخرة العقلية والبهلوانية السياسية؟ كيف يمكن لقيادات سياسية لبنانية تدعي لنفسها بالوطنية، ان تدعم الفكر التحرري المبني على الايديولوجية النسيوية والمثلية الجنسية؟ لقد برهنت الايام الماضية عن مدى فعالية تعاون رجال السياسة مع الكنيسة وهمها، في حماية الإنسان والعائلة، فكانت النتيجة بأن الكنيسة تركت بمكان ما، لوحدها تواجه هذا الفكر الاستعماري الجديد، وهناك العديد من المسؤولين، الذين كنا نراهم على شاشاتنا، يتشدقون بحماية لبنان، تراهم قد اصيبوا بالبكم، عندما الكنيسة طالبت الدولة بوقف ما يسمى مهرجان "ليلى والذئب" فاتهمت الكنيسة باراقة الدماء وعلت الأصوات الشاذة المناهضة لموقف اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام.... ولم يتحرك أي جهاز إعلامي سياسي "مسيحي" يستنكر حملة الهجوم على الكنيسة في لبنان؛ ولكن "أبواب الجحيم، لن تقوى عليها" وأن علت أصوات الابالسة، فالرب قادر ان يخرّس الأصوات كيفما شاء ومتى شاء. ربما كانت هذه فرصة اختبار من قبل الرب وبالطبع لان تكون الاخيرة، لكل مسؤول مسيحي ينادي بالزود عن حماية حقوق المسيحيين في الدولة اللبنانية، تُختبر فيه مصداقيته الحقة لتعليم الكتاب المقدس وتعليم امنا الكنيسة... اما الاختبار الاقوى، هي فعالية الناخبين المرتقبين المسيحيين في الانتخابات المقبلة ٢٠٢٢، هل سيمارسون واجباتهم المسيحية والوطنية اللبنانية، في انتخاب نواب يمثلون تطلعاتهم المسيحية واللبنانية فيما يخص حماية ودعم وتنمية العائلة، ام يصدق المثل الشائع "تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي؟" وهل سنشهد تطورا وتغييرا على صعيد الأجهزة الكنسية ورؤيتها للواقع الاجتماعي والثقافي التي تمر؟ بها العائلة من خلال التصدي الى أيديولوجية الجندر الاستعمار الجديد، عبر انتهاج مناهج رعوية ترمي إلى تثقيف المؤمنين ولا سيما الشبان منهم في المسائل التي تخص الحب والزواج والهوية الجنسية والإنجاب والتربية والقداسة؟
نحن لسنا دعاة حرب ونرفض كل انواع العنف، نحن رسل سلام وحوار ولكن ليس على حساب ايماننا ومعتقداتنا المسيحية ورؤيتنا للبنان وطن التعددية وفق الحقيقة لا وفق فلسفات العدمية التي تتبجح بها بعض وسائل الإعلام وأخواتها من التيارات السياسية والفنية والاقتصادية.... ولكن حين"تقرع طبول الحرب" مهددة مصيرنا ووجودنا الثقاقي والحضاري والديني والاجتماعي- العائلي ، فنحن سنكون اول المقاومين السلميين، في وجه هكذا تيارات ايديولوجية خطيرة ذات نزعة متفلتة، ميكافيلية البنية، شيوعية الاسس، صهيونية في الوسائل ماسونية قمعية في الممارسة."
|
|
|
|
|
|
|
|
|