دام لبنان... إن بقيَ لبنان! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لكم أن تفرحوا يا أهل لبنان، وأن تنفرج أساريركم وتبين أسنانكم بعد تقطيبٍ وعُبوس، لكم أن تطيروا من غبطة وسرور، فمجلس الوزراء قد ينعقد قبل حلول عيد الأضحى المبارك، وكم كنا نتمنى أن نزف لكم هذه البشرى دون "قد المضارع" غير الحاسمة، ويا ليت كان في المقدور استخدام "قد" اللعينة هذه بصيغة الماضي، فثمة بون شاسع بين "قد ينعقد" و"قد انعقد"، ويبدو أن أوضاع هذا البلد أقرب ما تكون إلى "قدك المياس يا عمري" ونكون عندها مع أكثر من "قد"، أي مع "قدود" كثيرة، حلبية، سعودية، إيرانية، و"قدود" روسية وأميركية وفرنسية، وكأن بلدة البساتين في قضاء عاليه ومعها قبرشمون الجارة الحنون قد تحولتا عنوان صراع أبعد من لبنان.
بعيدا من أجواء "الطرب السياسي"، يبدو أنه وسط الأجواء الإيجابية حول إمكانية انعقاد مجلس الوزراء، لا نزال ننتظر إيعازا من الخصوم والأصدقاء من أقاليم مجاورة وبعيدة، على أمل أن يتوقف النفخ في بوق الفتنة، ويرعوي المفتنون بمخافة الله، بعد أن تأكد أن الرقص على منحدرات سحيقة قد يفضي بنا إلى واد سحيق ولا من يخرجنا منه، إذ سيتأكد أن ليس ثمة أصدقاء للبنان، وأن اللبنانيين وحدهم من يحصن ساحتهم الداخلية تعزيزا لسلمهم الأهلي. نعم قضية قبرشمون – البساتين أكبر من لبنان، أو غدت كذلك، فهي الآن واضحة في استهدافاتها، والمطلوب في مكان ما، أو من مكان غير بعيد أن يظل لبنان ساحة مفتوحة أمام الصراعات الداخلية، وفي ذلك رسالة واضحة للعالم، إن اللبنانيين أعجز من أن يحكموا أنفسهم دون شكل من أشكال الوصاية، فتارة أم حنون، وطورا "شعب واحد في بلدين" وأطوارا "لبنان في مدينة العم سام"، دون أن ننسى امبراطويات فارسية وبريطانية وصحراء الجزيرة العربية من "هرمز" إلى "باب المندب" وربما "مثلث برمودا".
وانطلاقا من العنفوان اللبناني وتحويل البلد إلى منصة للزجل السياسي، نتأكد أن الكل أدوات وليس ثمة من يرى مصلحة لبنان من اللبنانيين أنفسهم، وسط أجندات كثيرة فيما لبنان وحده ضائع مُضيَّع لا يملك ولو مفكرة صغيرة، "ميني أجندة"، وإلا كيف نفسر أننا لم نتعلم إلى الآن أن العدل أساس الملك، والأنكى أن ثمة من يتحدث عن انفراجات قريبة تحققت في الساعات الأخيرة، يتوقع ترجمتها بالدعوة الى انعقاد مجلس الوزراء قبل حلول عيد الأضحى المبارك.
دامت أعيادكم ودام لبنان إن بقي لبنان!
|
|
|
|
|
|
|
|
|