لا مقدس إلا العقل! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنو عقل ضو
ليس هناك ما هو مقدس بذاته، ما تراه أنت مقدسا هو في نظر آخرين بعيد عن القداسة، ومن هنا لا يجوز تعميم مقدساتك على أنها تمثل الحقيقة المطلقة، ففي الحياة ليس ثمة ما هو مطلق، وفي مَا نقول لا نتبنى الدعوة للتعرض للمقدسات، لكن ليس ثمة ما هو خارج النقد، والمقدس هنا هو العقل والفكر، فالتعاليم الدينية اصطدمت بالعلم غير مرة، وثمة من جرّم وحقّر العلماء في عصور غابرة، وهذا يؤكد أن المقدس نسبي وخاضع أيضا لمعايير تتطور ولا تقف عند حدود إيمان الفرد بمعتقد، وبعد، هل نستغرب كيف أن المؤسسة الدينية اضهدت العلماء والفلاسفة والأدباء؟
ما يستدعي وقفة تأمل أننا كعرب نتبجح الآن بتاريخنا، ونتذكر علماء ساهموا في ترسيخ البنيان الحضاري الإنساني، وهذا صحيح في حدود بعيدة، لكن ثمة انفصاما بين الماضي واللحظة، خصوصا إذا علمنا أن كل هؤلاء العلماء الذين نتغنى بهم اليوم تعرضوا للتنكيل والملاحقة، وتم التضييق عليهم ونفيهم، من ابن سينا إلى ابن المقفع الى ابن رشد وابن الهيثم والبيروني وغيرهم، وهذا ما يدعو إلى ضرورة التصالح مع الذات، وهنا يتحول المقدس أشبه بقيود تعطل ملكة الإبداع وتوقف حركة الفكر، لا بل تستحضر القيود والتعصب، ومع التعصب ينأى الإنسان عن الحقائق ويبقى أسير أفكار رفعها إلى مستوى المقدس من قناعات وأفكار.
في أحد الفيديوهات المنشورة على "يوتيوب" قال داعية ورجل دين مصري: "إذا تعارض العقل مع (النص الديني) فيجب أن تدوس عليه بحذائك"، وفي ذلك دعوة صريحة إلى صنمية الإيمان، ولا بد من التأكيد إلى أنه منذ تراجع واندثار الفكر الاعتزالي بدأ العرب بالتقهقر، وكان التناقض بين النقل والعقل، وكانت للغلبة للأول ولا نزال إلى اليوم نرى الحاضر بعين الماضي، ونعجز عن اللحاق بركب التطور والمضي قدما مع أمم وشعوب سبقتنا في سائر ميادين الحياة.
المشكلة لا تقتصر على العرب فحسب، وإلا كيف نفسر المجازر بحق المسلمين الروهينغا؟ وكيف يمكن أن نستوعب إبادة قبائل "الهوتو" لقبائل "التوتسي" في رواندا؟ وكيف نفسر أن يخوض الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش (الابن) الحرب على العراق بــ "رؤيا" ربانية؟
هنا، لا بد من الإشارة إلى أن المقدس هو مفهوم اجتماعي، فإذا كنا نسخر من البوذيين كيف يقدسون البقرة، فهم أيضا يسخرون من مقدساتنا، وحده العقل ملاذ الإنسان، ولا مقدس إلاه!
|
|
|
|
|
|
|
|
|