لا أحد يريد للدولة أن تنهض! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
يريد البعض من عتاة السياسة أن يصدق اللبنانيون مقولة أن رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان هو من يعطل الحكومة، بالتأكيد لا انتقاص من مكانة أرسلان وما يمثل ومن يمثل، ونعلم أكثر أن ما حدث لا يُطوى بـ "تبويس اللحى" فيما ثمة دم مُراق، لكن موقف أرسلان بغض النظر عن أحقيته من عدمها، ثمة من يتلطى خلفه ويدفع الأمور نحو ما يخدم مصالحه، دون أن يقيم اعتبارا للمخاطر والمحظورات في دولة تعاني وما تزال تتخبط في فوضى الصراعات، وهي إلى الآن عاجزة عن ترسيخ حضورها، موقعا ودورا ومرجعية واحدة موحدة.
من هنا يمكن أن ندرك تماما كيف يواجه اللبنانيون اليوم إحباطاتهم وعثراتهم، ومردّ ذلك إلى أسباب عديدة غير منفصلة عن ميوعة المشهد السياسي بكل تناقضاته وتفاصيله وقد صارت مملة وجالبة لأزمات بدلا من حل تلك الماثلة إلى اليوم، ومن هذه الأسباب، وأهمها، أن أحدا لا يريد للدولة أن تنهض من كبوتها، انطلاقا من أن واقع الحال يرضي الجميع أو معظم الطبقة السياسية، فمع ضعف وتراجع حضور الدولة هناك الكثير من المستفيدين من مختلف القوى الطائفية، أو من تحالف قوى السلطة، وليس ثمة من هو في وارد التنازل والتعايش في ظل دولة قوية بمؤسساتها.
ومن هنا أيضا، فإن الأزمة الماثلة بعد حادثة قبرشمون خطيرة بأكثر مما تصور، وما نتحدث عنه أبعد من أن يكون مستهدِفا لطائفة بعينها، فضلا عن أنه ما مع ما نحن عليه اليوم، يبقى لبنان المستهدف، لكن صودف أن كان الدروز في واجهة الحدث، عرضا أو تخطيطا، هذا ما ستكشفه الأيام وتجيب عنه قراءات هادئة لمجمل ما حصل قبل حادثة قبرشمون وبعدها، واللعب بسلاح التفرقة دونه مخاطر كثيرة، وليس ثمة طائفة واحدة في لبنان لا تحمل تناقضات تمهد لفتن وقلاقل، وهذا اللعب بالنار مقدمة لحرائق كبيرة ربما لا نجد من يطفئها وستحرق الجميع بلهيبها المتّقد.
خطير جدا ما يجري اليوم، خصوصا وأن البعض يصر على أخذ حادثة قبرشمون إلى مكان كثير الألغام، وأراد اللعب على وتر التوازنات الدرزية - الدرزية، ولا يعلم هذا البعض أن سلاح التوازنات دقيق ولا يحتمل الخطأ، وأي خطأ قد يكون قاتلا، فمنذ الثاني من تموز (يوليو) لا جلسة لمجلس الوزراء، والبلاد في حدود كبيرة سائبة، ولن يجدي الندم غدا فيما الوقت لم يفت ليعقل ويرعوي الجميع، لكن كيف ومتى؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|