"سياسيو" الصدف الساذجة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
لا يعرف سوى الخسارة، وما غرَّد يوما إلا ليقول للبنانيين "أنا هنا"، فإن طال أمد التغريد ثمة من ينسى أنه حاضر وسط مشهدية سياسية هو فيها كومبارس أو "مراق طريق"، وبالصدفة أيضا، أي يمكن عرض فيلم كامل دون أن يترك غيابه أثرا لا في النص ولا في المضمون، ولا في الرؤية الإخراجية أيضا، وهي غالبا ما تكون رؤية إحراجية لغيره، خصوما أو حلفاء، يزايد ويكايد، يُقبل ويدبر معا، لا يرسو على حال إلا بعد أن يفقد المفقود والمفتقد من أساسه، ولا يحني هامةً لغير الله وكأنه "سيف من سيوف الهند مسلول"، أو أن "سيف لحظه (ونظراته) قاطع في غمده"، وإن أتقن الخسارة مهنة و"باب رزق" وتكسّب، فلا يعترف ويقر بهزيمة، ورغم ذلك نراه يمضي نحو هزائم جديدة راضيا مرضيا لا يلوي على شيء.
لا نتحدث عن سياسي بعينه، لكن نستعرض واقع الحال مع من لا يصح فيهم أن يكونوا أهل سياسة، ولا أهل كياسة أيضا، وما أكثرهم يفيضون في كل الطوائف ومن كل الطوائف، هم "سياسيو" الصدف الساذجة والعلاقات السريعة الخاضعة لتقلبات الطقس والأمزجة، وهم أيضا مجرد ظلال تبحث عن فرع وأصل في أرومة شمسية مطفأة، وكم تبدو الظلال مناقضة للأصل وأكبر حجما وطولا لحظة مغيب الشمس وأفول النهار، أو هم فقاعات مائية ما تلبث أن تهدأ وتتلاشى فوق صفحة مستنقع، وفي أحسن الأحوال هم كما الفطر يغتذي على الجذوع والفروع في ضوء الفراغ وعتم الخواء، ويستل خفية نسغ الحياة من الجذور.
لا نتحدث عن سياسي بعينه، نستعرض ثلة من سياسيي الخباء الوطني، أولئك الذين وصلوا وصدقوا أن لهم حيثية بعيدا من هامات تعضد عصبهم وتشد أعصابهم، سياسيو آخر شَجَن وآخر زمن، بناة لبنان الحديث، عباقرة وجهابذة في فنون التسطيح والتشبيح، هم قدوة من لا قدوة له من طوابير الحيارى، لا يقر لهم رأي ولا تقوم لهم قائمة، منذورون للخيبة والملل، ديدنهم الخسارة والفشل.
المال لا يصنع حيثية اجتماعية أو سياسية، والجاه كذلك، ومن ورث تركة من سياسة ومال لا يعني بالضرورة أنه أهل ليقود الناس، ومن استُزلم غب الطلب لا يجوز تنصيبه على الناس مسؤولا ومشروع زعيم، من سرق وقتل وشرد هو أدنى من أن يكون مرجعا، من ارتُـهن وابتُذل لا يمكن أن يلاقي طموحات الناس بحد أدنى من خبز وكرامة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|