العرب في غفوة... وغفلة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
وسط أجواء التوتر المستمرة في منطقة الخليج مع استعار "حرب الناقلات" بين إيران وبريطانيا، وما يرافقها من مخاوف في ظل الحديث عن عملية عسكرية أميركية في منطقة الخليج، لم يتنبه كثيرون إلى ما قاله المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات Jason Greenblatt لجهة أن "صفقة القرن" لا تتضمن حل الدولتين، ولا قضايا المستوطنات واللاجئين والقدس، وهذا إعلان واضح يؤكد أن الإدارة الأميركية ماضية في هندسة سياساتها حيال المنطقة من خاصرة مصالحها وأطماعها، بدءا من الخليج في محاولة لتطويع إيران، والتفرغ تاليا لتصفية القضية الفلسطينية.
غرينبلات ذو الأصول اليهودية (ابن لاجئين يهود هنغاريين) من القائلين بأن "مستوطنات الضفة الغربية لا تشكل عقبة أمام السلام"، أي أن مصادرة الحقوق والتهويد أمور ثانوية، ولم يشر ماذا سيجني الفلسطينيون من صفقة القرن؟ أو بسؤال آخر ماذا جنوا عبر مؤتمرات السلام من مدريد إلى أوسلو وغيرها؟ وماذا سيجني العرب من دعمهم هذه الصفقة؟ وما هي الكلفة؟ وكيف حصلت الدول العربية المندفعة نحو التطبيع على تفويض من الشعب الفلسطيني؟
لا يمكن أن نفهم ماهية الصراع في المنطقة العربية بعيدا من حدثين غير منفصلين بعضهما عن بعض، أولا، ما يجري في منطقة الخليج، وثانيا، ما يخطط له لفلسطين، وكلا المشروعين مآلهما الفشل، فإيران تقارع أعداءها من الند للند، و"حرب الناقلات" خير دليل على أن أي حرب ستخاض في مواجهة إيران ستكون أكلافها أكبر من أن يتحمل الغرب تبعاتها، لا بل ثمة من بدأ يتحدث عن تورط بريطانيا في الصراع القائم، وفي صفقة القرن وحدهم الفلسطينيون يحددون مصيرهم، فضلا عن أن ثمة موازين قوى ليست في صالح لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل ولا من يسيرون في ركابهما.
قمة الصفاقة، تأكيد غرينبلات أن هدف خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو إنهاء وجود حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، كونهما يمثلان شكلا من أشكال التطرف من وجهة نظر إسرائيلية، أما حركة "شاس" واليمين الإسرائيلي المتطرف بسائر تياراته الداعية أبدا لقتل العرب وتصويرهم على أنهم جنس لا يرقى إلى بني البشر فذلك مقبول أميركيا، والعرب في غفوة وغفلة.
ويقول غرينبلات "نحن لا نقدم أي ضمانات للفلسطينيين، فالقضايا بين الفلسطينيين والإسرائيليين صعبة ومليئة بالتحديات"، إذا، فما أهمية صفقة لا تلحظ حقوق شعب يعيش في الشتات، ومن لا يزال في وطنه تُجرّف أراضيه لصالح الوافدين إلى فلسطين بوحي إله توراتي!
|
|
|
|
|
|
|
|
|