تنظيم الخلاف كي لا نختلف! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
بغض النظر عما آليت إليه الأوضاع في البلاد، صار لزاما على الجميع اليوم النظر إلى المستقبل، والاستفادة من الدروس والعبر، في كل ما شهدنا من توترات منذ تشكيل الحكومة إلى المراوحة المستمرة لغير سبب، فالموازنة بحسناتها وسيئاتها أصبحت وراءنا الآن، والكل مدعو لوقفة تأمل مع الذات، انطلاقا من أن لبنان بات أعجز من أن يواجه التحديات الكبيرة، محليا وإقليما، وإلا سيُكتب ذات يوم أننا "ملوك الفرص الضائعة"، وأننا لم نتلقف سانحة تاريخية لنعيد للدولة وهج حضورها، ولم نقف مع العهد وِقفة رجل واحد، وآثرنا المضي نحو التشرذم والانقسام واستحضار الخاص على حساب العام، الذاتي على حساب ما يجمع ويوحد، وفي أية مقاربة سريعة لما آلت إليه أوضاعنا نصل إلى حقيقة واحدة راسخة، وهي أن الكل ربح وخسر لبنان.
انطلاقا من هذا المعطى، يعتبر "الربح" هنا آنيا وظرفيا، أي لا قيمة فعلية له، وإذا ما نظرنا أبعد من حدود اللحظة السياسية سنجد أن كل القوى السياسية خسرت، وإن ظنت لوهلة أنها سجلت نقاطا في مسار نهجها العام، فهذه النقاط لا تحتسب ولا يُعتد بها إذا بدا لبنان ضعيفا كما هو عليه اليوم، وفلسفة الكسب والربح تبدأ ساعة يقوى لبنان دولة ومؤسسات وسلطة قضائية، ويقوى أكثر ساعة تكون وحدة اللبنانيين قائمة أبعد من شعار نردده دون اكتناه معناه، ودون القدرة على ترجمته نهج عمل في سياق نظامنا الديموقراطي رغم ما يشوبه من ثغرات انطلاقا من آلياته المحكومة بسقف الطوائف وتفاهماتها، وبدلا من أن تكون هذه الثغر جالبة لمشكلات فعلى الجميع توظيف الإيجابي وجعل التنوع قيمة مضافة للبنان يغنى ويغتني به.
لا نملك ترف إضاعة الوقت أكثر، والمطلوب من سائر القوى السياسية رفع أيديها عن القضاء والأمن، والانطلاق من قاعدة أن لا حصانة لأحد مهما علا شأنه، خصوصا وأننا نجد تطاولا على القانون واستقواء بسلطة ما في الدولة، والسلاح متفلت ولا من هو بقادر على لملمة كل هذه المظاهر المسيئة لسمعة الدولة، وثمة منافذ غير شرعية تستنزف مالية الدولة، وأيضا لا يمكن للقضاء أن يمارس دوره فيما ثمة جزر أمنية، وإلا سنظل محكومين بالفوضى والاستنساب، وفي مكان ما نجد أن الدولة ما تزال عاجزة تتقاذفها أهواء المسؤولين.
هذا في القضايا التفصيلية اليومية، لكن في العناوين الكبيرة، ما نحن بحاجة إليه اليوم هو التوافق في حدود لا تقصي أحدا، ولا سوق الأمور بميزان الربح والخسارة كي نربح جميعا لبنان، والمطلوب الآن ودائما... تنظيم الخلاف كي لا نختلف!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس " جمعية غدي "
|
|
|
|
|
|
|
|
|