التسطيح... من الفن إلى ساحة النجمة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لأن الوقت ثمين ولا يجوز هدره على متابعة المسلسلات التلفزيونية الهندية والتركية والعربية، ولا السياسية أيضا، على غرار مسلسل مناقشة مشروع الموازنة في مجلس النواب اللبناني، نؤثر دائما متابعة العناوين والوقوف فقط على النهايات، خصوصا وأنها متشابهة والخواتيم معروفة رغم حبكتها الدرامية السطحية، لكن اليوم شاهدنا بالعرَض، ومن سوء الحظ والطالع جزءا من المسلسل لدى محل السمانة، وبدا أن المسلسل إياه يلقى رواجا شعبيا وإن سجلت الإعلانات تراجعا ملحوظا لسبب غير منفصل عن الهمِّ الوطني العام.
في ملاحظة أولية، لا يختلف مسلسل مجلس النواب عن أي مسلسل عربي أو أعجمي مدبلج، وثمة قاسم واحد مشترك بينهما، وهو التمثيل، ويبدو أن بعض ممثلي الأمة جالبي الغُمَّة (الغُمة غير الغمِّي وتعني الكرب، والكرب يعني الضيق الشديد)، لم يتقنوا التمثيل وبدوا غير مقنعين، وإن كنا نعلم أن المونودراما (الممثل الواحد) تتطلب جهودا أكبر لجهة توظيف الجسماني في مشهدية الوجع اليومي، وهنا التكامل مطلوب بين الأداء اللفظي والحركي، وهذا ما افتقدناه في المسلسل الطويل.
لا نتناول بالسخرية العرض المتواصل منذ يومين، وما قاله الناس وما طالعتنا به السوشيال ميديا نأبى ذكره في هذا المقام، كي لا نخدش ما بقي من حياء وحياة، وكي لا نتبنى ما نحن على قناعة به ولكن نأنف أن نقوله مراعاة لمشاعر تتعرض دائما لكسور ورضوض طائفية، على غرار ما شهدنا في فترات سابقة مع برامج "بايخة" يقال إنها تنشد أن يبتسم المواطن لكنها كادت تأخذ البلد إلى حرب "أهلية بمحلية"، فضلا عن أن السمة الغالبة في هذه البرامج الساخرة هي السماجة حد البكاء والعويل، ساعة تصبح قلة الذوق والإيحاءات الجنسية مجلبة لضحك يُبكي.
إن التسطيح هو عنوان ما نعيشه من الفن إلى الميديا إلى مجلس ساحة النجمة، إلى السياسة وإلى مجمل نواحي الحياة وقد افتقدت الألق، وإذا ما طالعنا عناوين المداخلات لنواب تحدثوا واسترسلوا، فسنجد أن ثمة ما يؤرق ويخيف فعلا، فمعظم من تحدث حذر من أن انهيار البلد وشيك، ومعظم هؤلاء هم من يسعى لإحداث هذا الانهيار، ومن هنا نجد أن المسلسل واضح ويقرأ من عنوانه أو دون دون عنوان، كما أن لا حاجة لتحليل وإعادة تقييم واستنتاج، فنحن نعيش مشهدية الوجع والخوف من انهيار حقيقي يسعى إليه الجميع إلا قلة أقل من قليلة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|